يا للعار! التهميش المزمن يطارد المكوِّن السرياني حتى اليوم!

في رسالة تحمل عنوان “قيامتكَ رجاؤنا”، أضاء البطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان على التحديات والمآسي التي تعصف بلبنان ومنطقة الشرق الأوسط، مؤكداً أن القيامة تمثّل يقين الخلاص وتجديد الإيمان. وتناول الرسالة تفاصيل الأزمات الراهنة، مع مناشدة للتمسك بالرجاء والعمل المشترك من أجل النهوض بالأوطان وتحقيق السلام والعدالة الشاملة.

القيامة والرجاء محور رسالة البطريرك

في رسالته الدينية، أشار البطريرك يونان إلى أن قيامة المسيح ليست فقط حدثاً إيمانياً عابراً، بل هي دعوة لاستعادة الرجاء والسلام، خاصة في ظل الأوضاع المتردية التي تعاني منها شعوب الشرق الأوسط. فقد شدّد على أهمية الصلاة من أجل إشراق نور القيامة على لبنان الذي يحتاج إلى نهوض وطني شامل، مؤكدًا على ضرورة استعادة أموال المودعين في المصارف اللبنانية، وطرح تشكيل حكومة قادرة على إجراء الإصلاحات اللازمة. كما دعا إلى إعادة الدولة اللبنانية إلى مسار العدالة والمحاسبة، مبرزًا معاناة المكون السرياني من التهميش السياسي رغم دوره التاريخي.

البطريرك ناشد الشباب اللبناني للاضطلاع بدورهم الوطني والمشاركة الفاعلة في الانتخابات القادمة ترشحاً واقتراعاً، مُشجِّعاً على كسر المحسوبيات العائلية والفردية في مؤسسات الدولة وفتح المجال أمام التغيير نحو وطن أكثر عدالة وشفافية.

الأوضاع المسيحية في سوريا والعراق

تطرقت الرسالة أيضًا إلى الأوضاع في سوريا، حيث أكّد البطريرك أن المسيحيين هم مكوّن أساسي وأصيل، وشجعهم على مقاومة الضغوط والهجرة من خلال التمسك برجاء السلام وإعادة الإعمار. كما دعا للحفاظ على الهوية السريانية واستنهاض هذا المكون التاريخي ليكون جزءًا أساسيًا من مستقبل سوريا الديمقراطية والمدنية. وفي العراق، أعرب البطريرك عن قلقه إزاء التهديدات المستمرة التي يواجهها الوجود المسيحي من تهجير وتهميش، مطالباً السلطات بالنظر إلى المسيحيين كشركاء رئيسيين في بناء الوطن وتحقيق الاستقرار.

كما تناول البطريرك في رسالته الأوضاع المضطربة في الأراضي المقدسة، مسلطاً الضوء على المخاطر التي تهدد الحضور المسيحي هناك بسبب النزاعات والعنف المستمر. وفي ذات السياق، دعا المجتمع الدولي إلى إحلال السلام وإنهاء الاحتلال وضمان حقوق السكان في الأراضي المقدسة.

الحضور المسيحي في المهجر

لم يغفل البطريرك في رسالته أهمية دور المسيحيين السريان في بلاد الانتشار، حيث أشاد بإسهاماتهم في ترسيخ التراث السرياني ونقل القيم الإيمانية للأجيال الجديدة في الدول التي تحتضنهم. وشجعهم على أن يكونوا بمثابة جسور بين الشرق والغرب والمساهمة الإيجابية في تعزيز الحضور السرياني على الساحة الدولية، وعلى ضرورة المحافظة على لغتهم وتراثهم العريق لتمثيل امتداد حي لكنيستهم في بلادهم الأصلية.

في الختام، دعا البطريرك يونان إلى التمسك برسالة القيامة كمنطلق جديد للحياة والإيمان والجهاد من أجل تحقيق مستقبل أفضل لجميع شعوب العالم. كما أعاد التأكيد على أهمية العمل لتحقيق السلام عبر الحوار، مشددًا على ضرورة الإفراج عن جميع المخطوفين ودعم المتضررين من الأزمات حول العالم.