سعودية وتركيا توقعان صفقة تحالف دفاعي استراتيجية.. ماذا تعني للعلاقة الثنائية؟

اتفاقيات نقل التكنولوجيا والإنتاج الدفاعي المحلي بين السعودية وتركيا في معرض IDEF 2025 تمثل خطوة محورية نحو تعزيز الصناعات العسكرية بالمملكة، عبر توقيع الشركة السعودية للصناعات العسكرية (SAMI) اتفاقيات استراتيجية مع ثلاث شركات دفاعية تركية رائدة هي FNSS وأسيلسان ونورول ماكينا، وذلك لتفعيل برامج نقل التكنولوجيا وبدء الإنتاج المشترك داخل السعودية. هذه المبادرة تأتي ضمن إطار رؤية السعودية 2030 الهادفة إلى رفع نسبة الاكتفاء الذاتي في الصناعات الدفاعية إلى 50% من الاحتياجات المحلية، مما يعزز من مكانة المملكة في السوق الدفاعي الإقليمي والعالمي.

اتفاقيات نقل التكنولوجيا والإنتاج المحلي تعزز التعاون السعودي التركي في الصناعات الدفاعية

شهد معرض IDEF 2025 الدولي للصناعات الدفاعية توقيع اتفاقيات بين شركة “سامي لاند” التابعة للشركة السعودية للصناعات العسكرية (SAMI) وثلاثة من أبرز الشركات التركية، وهي FNSS وأسيلسان ونورول ماكينا، في خطوة تعكس تعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين عبر نقل التكنولوجيا والإنتاج المحلي داخل المملكة. تتضمن هذه الاتفاقيات مجالات جوهرية مثل تصنيع المركبات المدرعة المدولبة والمجنزرة، وأنظمة الاتصالات والتحكم بالأسلحة، إضافة إلى تطوير مركبات تكتيكية خفيفة متعددة الاستخدامات. وتتوافق تلك الخطوات مع أهداف رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى تقليل الاعتماد الخارجي وتوطين الصناعات العسكرية.

من جانبها، تُعد هذه العقود إثباتاً قوياً للقدرات التقنية والصناعية التركية على الصعيد الدولي، خاصة في ظل تحديات العقوبات والجغرافيا السياسية؛ فتتمتع FNSS بخبرة واسعة في تصميم المركبات المدرعة عالية الجودة المستخدمة عالمياً، بينما تقدم أسيلسان حلولاً إلكترونية دفاعية متقدمة تشمل أنظمة الاتصالات وبرج SARP 100/25 غير المأهول ذو مدفع 25 ملم المستخدم في الناقلات التركية ACV-15. أما نورول ماكينا فتتخصص في المركبات التكتيكية 4×4 مثل “إيجدر يالسين” التي صدرت لأكثر من عشر دول وتأتي بتشكيلات متعددة من ناقلات الجنود وعربات الدعم الناري وأنظمة الدفاع ضد الطائرات المسيّرة.

دور اتفاقيات نقل التكنولوجيا والإنتاج المحلي في تعزيز الاكتفاء الذاتي السعودي وفق رؤية 2030

تمثّل اتفاقيات نقل التكنولوجيا والإنتاج المحلي بين السعودية وتركيا حجر الزاوية في خطط المملكة لتطوير قطاعها الدفاعي وتوفير المعدات الحديثة الملائمة لاحتياجات العمليات في الشرق الأوسط، بما يشمل تحديث أسطول المركبات القتالية وتطوير شبكات الاتصالات وأنظمة التحكم الإلكترونية. وتسعى “سامي لاند” إلى تأسيس قاعدة إنتاجية محلية مستدامة عبر دمج المهندسين السعوديين في برامج نقل التكنولوجيا، مما يساهم في بناء كوادر وطنية مؤهلة تتمتع بخبرة تقنية متقدمة، بعيداً عن مجرد شراء المعدات.

وتُظهر هذه الشراكة أهمية التصنيع المشترك، إذ لا تقتصر فقط على توفير الأسلحة، بل تتجاوزه إلى إنتاج محلي متكامل يشمل:

  • تصميم وتصنيع المركبات المدرعة البرية
  • أنظمة الاتصالات والتحكم الحديثة
  • تطوير أنظمة الأسلحة الذكية والمركبات الذاتية القيادة

هذه الخطوات تعزز استقلالية الصناعات الدفاعية السعودية وتقوي من فرص المملكة في مواجهة التحديات الأمنية، مع ضمان استمرارية تطوير القدرات التقنية المحلية.

التأثير الاستراتيجي لاتفاقيات نقل التكنولوجيا والإنتاج المحلي على العلاقات الثنائية والأسواق الدفاعية

تعكس اتفاقيات نقل التكنولوجيا والإنتاج المحلي المتفق عليها خلال معرض IDEF 2025 عمق التعاون الاستراتيجي بين السعودية وتركيا، خاصة بعد تحسن العلاقات السياسية وفتح آفاق التعاون في المجالات الدفاعية، مع دعم رئاسة الصناعات الدفاعية التركية لهذه المبادرات والتزامها الكامل بتنفيذها. كما تمثل هذه العقود مرحلة مهمة لتعزيز موقع تركيا كجسر استراتيجي بين الشرق الأوسط والغرب في قطاع الصناعات الدفاعية، مع خسار استثمارات جديدة في الخليج وتوسيع أسواقها التصديرية.

على المستوى الجيوسياسي، تساهم هذه الاتفاقيات في دعم أمن المنطقة وتعزيز قدرات البلدين، ويُتوقع انعكاسها الإيجابي على نمو التبادل التجاري في قطاعات مختلفة نتيجة لنجاح التعاون الدفاعي، مما يؤكد قدرة الصناعات الدفاعية التركية على المنافسة العالمية مع روساء اللاعبين بالسوق من خلال تطور الابتكار والتقنية المتقدمة.

الشركة التركية المجال والمنتجات
FNSS تصميم وإنتاج مركبات مدرعة مجنزرة ومدولبة
أسيلسان أنظمة اتصالات، تحكم بالأسلحة، وأجهزة استشعار متطورة (برج SARP 100/25)
نورول ماكينا مركبات تكتيكية خفيفة 4×4 مثل “إيجدر يالسين” متعددة الاستخدامات

من الناحية السعودية، تتيح هذه الاتفاقيات تسريع تحديث قدرات القوات المسلحة، كما تضع الأسس لنهج مستقل لتطوير صناعة دفاعية محلية متطورة متحررة من الاعتماد على المصادر الغربية التقليدية، مما يدعم التطلع للوصول إلى اكتفاء ذاتي بنسبة 50% في مجال الصناعات العسكرية وفق رؤية 2030. على المدى الطويل، ستتوسع هذه الشراكة لتشمل مجالات حديثة مثل الأنظمة الذكية والمركبات الذاتية القيادة، لتواكب التطورات المتسارعة في التكنولوجيا الدفاعية الحديث.

يبرز توقيع الاتفاقيات بين SAMI والشركات التركية نقطة تحول مهمة في مسار الصناعة الدفاعية السعودية التركية، مساهماً في بناء مستقبل استراتيجي مستدام لكلا الطرفين في سوق السلاح الدولي.