لحظة مأساوية لا تُنسى في تاريخ الطيران السعودي .. شاهد الفيديو والصور

الحادثة الجوية للرحلة رقم 163 التابعة للخطوط السعودية تُعدّ من أسوأ الكوارث في تاريخ الطيران المدني، إذ راح ضحيتها 301 شخص من الركاب وطاقم الطائرة، رحمهم الله جميعًا. هذه الكارثة وقعت بالطائرة من طراز “لوكهيد L-1011 تراي ستار” أثناء رحلتها من كراتشي إلى جدة، مع توقف مجدول في مطار الرياض للتزود بالوقود.

تفاصيل حادثة الرحلة رقم 163 للخطوط السعودية وأسبابها

كانت الطائرة المشتغلة على الرحلة رقم 163 تسير طبقًا للخطة المقررة، حيث توجهت من كراتشي إلى جدة مع توقف مؤقت في الرياض لغرض التزود بالوقود؛ وبعد الإقلاع من مطار الرياض بسبع دقائق فقط، تم تفعيل إنذار بوجود دخان في منطقة مقصورة الشحن الخلفية؛ وعلى الرغم من تمكن الطاقم من إعادة الطائرة والهبوط بها في الرياض بسلام، لم يتم تنفيذ الإخلاء بسرعة مناسبة، الأمر الذي أدى إلى وفاة جميع من كانوا على متن الطائرة؛ ويرجع تحقيق الحادث إلى أن التأخير في عمليات الإخلاء كان السبب الرئيسي لتزايد عدد الضحايا، إلى جانب وجود عيوب تصميمية في الطائرة ساهمت بشكل مباشر في الكارثة.

أبرز التوصيات والإجراءات بعد حادثة الرحلة رقم 163 التي غيرت قواعد السلامة

أدى الحادث إلى مراجعة شاملة لأنظمة السلامة في الطائرات المستخدمة عند الخطوط السعودية، حيث أوصت رئاسة الطيران المدني السعودي بإلغاء تصنيف مقصورات الشحن من فئة “Class D”؛ وكانت هذه المقصورات تعتمد على طريقة حرمان النار من الأكسجين لمكافحة الحريق، بدلاً من استخدام أنظمة إطفاء تلقائية فعالة؛ وشملت التوصيات تبني معايير أكثر صرامة في تصميم الطائرات والمعدات المضادة للحرائق، إلى جانب تحسين إجراءات الإخلاء لضمان سرعته وتقليل المخاطر على الركاب والطاقم؛ كما تم فرض إجراءات تدريبية إضافية لتجهيز الطاقم للطوارئ بشكل أفضل.

تأثير حادثة الرحلة رقم 163 على مستقبل الطيران المدني السعودي والعالمي

لم تقف تداعيات حادثة الرحلة رقم 163 عند حدود الخطوط السعودية فقط، بل أحدثت صدى واسعًا في صناعة الطيران المدنى حول العالم؛ إذ تم إعادة النظر في معايير السلامة المتعلقة بمقصورات الشحن والطوارئ، مما أدى إلى تحسينات كبيرة في تصميم الطائرات وعمليات التدريب؛ تبرز أهمية هذا الحادث في تسليط الضوء على ضرورة الاستجابة السريعة للحوادث داخل الطائرات، لأن التأخير في الإخلاء يمكن أن يؤدي إلى كارثة مدمرة؛ وفيما يلي مقارنة توضح أهم المشكلات والحلول التي نتجت عن هذه الحادثة:

المشكلة الإجراء أو الحل المطبق
تصنيف مقصورات الشحن من فئة Class D إلغاء التصنيف واعتماد أنظمة إطفاء تلقائية
تأخر الإخلاء بعد الهبوط تحسين إجراءات الطوارئ وتسريع عمليات الإخلاء
عيوب تصميم الطائرة في مكافحة الحريق مراجعة وتعديل التصميمات لتقليل مخاطر الحريق
  • تعزيز تدريب الطاقم على التعامل مع حالات الطوارئ
  • تطوير نظم الإنذار الداخلية لمباشرة الإنذارات بدقة أعلى
  • تحديث معدات مكافحة الحرائق لتشمل أنظمة تلقائية متطورة

تمثل حادثة الرحلة رقم 163 محطة فارقة في مسيرة تطوير أنظمة السلامة الجوية على مستوى المملكة، بعد أن أظهرت مأساة الغفلة عن سرعة الإخلاء والتصاميم غير الكافية لمكافحة الحرائق مدى الحاجة إلى إجراءات صارمة؛ وهكذا، لم يكن الحادث مجرد مأساة إنسانية فحسب، بل درسًا مهمًا دفع بخطوات الطيران نحو بيئة أكثر أمانًا ووعياً بالخطر.