رحيل رزاق أوموتويوسي.. كيف تحولت قصته من كابوس إلى عشق في قلوب الزمالك؟

رزاق أوموتويوسي مع الزمالك هو عنوان هذه القصة المؤثرة التي تجسد مسيرة لاعب أفريقي مميز رحل في عمر الشباب، تاركًا إرثًا كبيرًا في كرة القدم الأفريقية والعربية؛ فقد رحل الدولي البنيني رزاق أوموتويوسي عن عمر يناهز 38 عامًا، مخلفًا حزنًا عميقًا في قلوب عشاق الكرة خاصة في أفريقيا ومصر حيث كان له حضور بارز مع نادي الزمالك. رزاق ولد في نيجيريا لكنه اختار تمثيل بنين، المشاركة التي شكلت نقطة تحوّل في تاريخه الرياضي، بعدما تمكن من تسجيل 21 هدفًا خلال 55 مباراة دولية، ليصبح من أبرز لاعبي منتخب بلاده طوال التاريخ.

مسيرة رزاق أوموتويوسي مع الزمالك وتألقه الكروي

برز اسم رزاق أوموتويوسي مع الزمالك بين عامي 2011 و2013، حيث أظهر موهبة كبيرة كلاعب مهاجم، رغم أن رحلته مع النادي لم تكتمل كما كان منتظرًا بسبب مشاكل مالية حالت دون استمراره؛ إذ لم يتقاضَ راتبه لمدة 6 أشهر، مما اضطره لفسخ تعاقده مع القلعة البيضاء وتقديم شكوى رسمية للفيفا التي رفضتها لاحقًا. تألقه مع الزمالك كان واضحًا لكنه لم ينل ما يستحقه من دعم مادي، ومع ذلك ترك بصمته العميقة في نفوس الجماهير ومحبي الكرة، وأشاد بتجربته قائلاً إنها كانت من أفضل الفترات في حياته.

كيف عرف رزاق أوموتويوسي الزمالك؟ ذكريات وارتباط عاطفي

يروي رزاق في لقاء مع “مصر بوست” كيف تعرف على الزمالك من خلال كابوس والده الذي عاشه مع فريق شوتنج ستارز النيجيري؛ حيث كان الحديث يدور كثيرًا عن تفوق الزمالك على فريق والده في نهائي دوري أبطال إفريقيا. ورغم صغر سنه آنذاك، شكل هذا الانطباع بداية علاقة حب وتقدير لهذا النادي العظيم في تاريخ القارة، وهو ما جعله يشعر بسعادة كبيرة حين أتيحت له الفرصة للعب بالقميص الأبيض.
تدريبه تحت إشراف المدرب الأسطوري حسن شحاتة كان تجربة مميزة له، إذ وصفه بأنه أكثر من مجرد مدرب، بل أب روحي، وأكد أن القارة الإفريقية عليه أن تمنحه التقدير الذي يستحقه. كما لا يمكن تجاهل مدى حب جماهير الزمالك له؛ فقد استقبلوه بحفاوة كبيرة جعلته يشعر وكأنه في وطنه، سواء في شوارع القاهرة أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصف جمهور الزمالك بـ”المذهل” بسبب حبهم الكبير ودعمهم المتواصل.

أبرز لحظات ومسيرة رزاق أوموتويوسي مع الزمالك وأندية أخرى

الهدف الأفضل الذي سجله رزاق أوموتويوسي مع الزمالك كان ضد أفريكا سبورتس في دوري أبطال إفريقيا، حيث جاء هذا الهدف بعد 38 ثانية فقط من بداية المباراة، ما يعكس سرعته ورد فعل المهاجم الفذ. وفي مسيرته الاحترافية التي تُعد غنية بالمحطات المختلفة، تألق رزاق مع عدة أندية أبرزها هلسينجبورج السويدي الذي لعب معه في دوري أبطال أوروبا، كما خاض تجربة في النصر السعودي، ومن ثم ميتز الفرنسي. بالإضافة إلى تجاربه التي شملت جنوب إفريقيا، ليبيا، مصر، سوريا، ومولدوفا، حيث تميز بأخلاقياته العالية وقدرته على تسجيل الأهداف رغم تنقّلاته المتعددة.
كان رزاق رمزًا للصمود والتفاني والولاء؛ حيث اختاره تمثيل منتخب بنين، بحس وطني عالٍ، ما جعله حامل آمال الكرة البنينية، ونجح في ترك إرث لا يُنسى يُلهم أجيال اللاعبين الشباب.
في عام 2023، عبر رزاق عن حبه العميق للزمالك بعبارات صادقة عبر قناة الحياة مؤكّدًا أن عشقه للنادي الأبيض يتفوق على حبه لريال مدريد، وأنه لا يستطيع تشجيع أي فريق آخر، حتى لو كان برشلونة.

  • حصد رزاق سمعة طيبة بين جماهير الزمالك بفضل أدائه وروحه القتالية.
  • واجه تحديات مالية في الزمالك رغم العطاء الكبير داخل الملعب.
  • تألق في العديد من الدوريات بقارة إفريقيا وأوروبا وآسيا، مما جعل تجربته فريدة.
  • سجل 21 هدفًا دوليًا مع منتخب بنين، مما يضعه في مصاف أفضل الهدافين في تاريخ بلاده.
النادي الفترة
هلسينجبورج السويدي قبل 2011
الزمالك المصري 2011 – 2013
النصر السعودي بعد هلسينجبورج
ميتز الفرنسي بعد النصر

رزاق أوموتويوسي مع الزمالك كان أكثر من مجرد لاعب؛ فهو قصة عشق كبيرة بين مهاجم أفريقي وأحد أعرق أندية القارة، تأثر بها الجميع بسبب أسلوبه في اللعب وقيمه العالية داخل وخارج الملعب، وهو ما يجعل رحيله اضطرابًا مؤلمًا لعشاق كرة القدم. إن مسيرته توحّد فيها التفاني، الاحترام، وحب الكرة، مع لحظات لا تُنسى في تاريخ الزمالك وعدة أندية أخرى، مما يجعله أحد رموز اللعبة التي ستظل مصدر إلهام لقلوب محبي الساحرة المستديرة على الدوام.