جدل موعد عيد الفطر بالعراق يشعل نقاشاً واسعاً ويؤدي إلى إقامة صلاة استثنائية.

في تطور غير مسبوق، شهدت بعض المدن العراقية صباح الأحد تجمعات واسعة لإقامة صلاة عيد الفطر بناءً على إجماع شعبي. هؤلاء قرروا تجاوز الجدل الذي أثاره إعلان الوقف السني بأن الأحد هو المتمم لشهر رمضان، وأن الاثنين هو أول أيام العيد نظرًا لعدم رؤية الهلال، متجاهلين بذلك قرارات المؤسسات الدينية التقليدية.

الجدل حول موعد عيد الفطر في العراق

شهد الشارع العراقي انقسامًا واضحًا عقب تحديد موعد العيد، حيث تصاعد الخلاف بين مختلف الأطراف الدينية والشعبية. في وقت أعلنت دول مثل السعودية وتركيا وكردستان أن الأحد هو أول أيام عيد الفطر وفق الحسابات الفلكية، أصر الوقف السني في العراق على رؤية الهلال كشرط أساسي لإعلان العيد. هذه التباينات فتحت الباب للنقاش حول المعايير المستخدمة في تحديد الأعياد ومصداقية المؤسسات الدينية.

رد فعل الشارع العراقي

في مناطق أبرزها الأعظمية والفلوجة، اختار المواطنون أداء صلاة العيد في الأماكن العامة مثل الحدائق والساحات، وسط إغلاق المساجد بناءً على قرار الوقف السني. مشاهد الناس تؤدي الصلاة دون خطبة أو إمام كانت تعكس احتجاجهم على ما اعتبروه تسييسًا للقرار الديني. كما تعالت أصوات قيادات سياسية وشعبية متهمة الوقف السني بالارتباك أو المجاملة السياسية، مما زاد من حالة الانقسام لدى الطائفة السنية في العراق.

تباين الموقف الديني داخل العراق

بينما استند الوقف السني والمجمع الفقهي والفقيهان عبد الملك وعبد الرزاق السعدي إلى القاعدة التقليدية لرؤية الهلال، كان موقف إقليم كردستان وهيئة علماء المسلمين متسقًا مع تركيا والسعودية، مؤيدًا بأن الأحد هو العيد. يبرز هنا التساؤل حول حدود تأثير الحسابات الفلكية مقابل الشروط الشرعية التقليدية، ومدى الحاجة لتوحيد آلية تحري الهلال.

تكشف الأحداث عن أزمة ثقة متنامية بين المؤسسات الدينية والجماهير، داعية إلى ضرورة مراجعة أسس اتخاذ القرارات الدينية وحساسيتها أمام المتغيرات المجتمعية والسياسية.