تراجع الدولار يضغط على أسعار الدواجن ويهدد أرباح المزارعين.. فكيف يمكن المواجهة الآن؟

السعر الحالي للدواجن يُسبب خسائر فادحة للمزارعين ويثير قلق القطاع الزراعي بسبب تراجع أسعارها بعد تحسن سعر الدولار مقابل الجنيه المصري، حيث أصبح السعر أقل من تكلفة الإنتاج، مما يهدد استدامة الإنتاج ويجبر المزارعين على الانسحاب من هذا النشاط الحيوي

الأسباب الحقيقية وراء خسائر المزارعين بسبب السعر الحالي للدواجن

صرح الدكتور علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بأنه رغم تحسن المؤشرات الاقتصادية وارتفاع قيمة الجنيه مقابل الدولار إلى 48.3 جنيهًا، فإن السعر الحالي للدواجن يتسبب في خسائر كبيرة للمزارعين، إذ يتراوح سعر كيلو الدواجن من المزرعة بين 60 و65 جنيهًا، وهو ما يقل عن تكلفة الإنتاج الفعلية؛ مما يشكل عبئًا كبيرًا على المنتجين، كما أوضح أن انخفاض أسعار الدواجن يرجع أساسًا إلى حل الأزمة القديمة المتعلقة بنقص الأعلاف وثروة الدواجن. وأضاف الوزير في مقابلة مع برنامج “مساء جديد” أن مصر نجحت بشكل كامل في تلبية احتياجاتها من الدواجن والكتاكيت والبيض، بل وبدأت تصدير منتجاتها. ورغم ذلك، فإن خسائر المزارعين مستمرة بسبب تراجع الأسعار وعدم وجود توازن بين سعر البيع والتكلفة الفعلية مما قد يؤدي إلى تقليل الإنتاج مستقبلاً

تأثير ضعف الطلب والوفرة في الإنتاج على انخفاض أسعار الدواجن

أشار عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بغرفة القاهرة التجارية، إلى أن السوق يواجه حالة من عدم الاستقرار في الأسعار نتيجة عوامل متعددة، أبرزها ضعف الطلب المصاحب لعودة المنتجين إلى السوق بعد عيد الفطر، وزيادة العرض في الأسواق المحلية؛ وهذا التراجع في الطلب أدى لخيارات الأسعار المنخفضة التي لا تغطي التكاليف. ونوّه السيد بأن السعر العادل الذي يسمح للمزارعين بتغطية تكاليفهم والاستمرار في الإنتاج يجب أن يتراوح بين 68 و70 جنيهًا للكيلو. وأضاف أن الأسعار الحالية للدواجن البيضاء عند بوابة المزرعة تظل عند حوالي 58 جنيهًا، ومتوسط سعر التجزئة 68 جنيهًا، بينما يصل سعر الدواجن المحلية إلى 103-105 جنيهات عند المزرعة ويباع للمستهلك بسعر 120 جنيهًا، مؤكدًا أن هذه الفوارق غير صحية وتؤثر سلبًا على استدامة السوق

ارتفاع سعر كرتونة البيض في ظل وفرة الإنتاج وتدخل الحكومة لضبط الأسعار

رغم وفرة الإنتاج، يشير عبد العزيز السيد إلى أن أسعار البيض لم تنخفض بما يتناسب مع العرض، بل ظلت مرتفعة دون مبرر اقتصادي واضح، إذ يبلغ سعر كرتونة البيض عند بوابة المزرعة نحو 133 جنيهًا، وتصل في السوق إلى 150 جنيهًا، ويباع بيض المائدة بمعدل 135 جنيهًا في جميع المناطق، بينما يباع البيض العضوي بسعر يصل إلى 200 جنيه. وفي هذا السياق، تم التدخل الحكومي سابقًا لاستيراد البيض عند وصول الأسعار إلى 180-200 جنيهًا بهدف ضبط الأسواق ومنع ارتفاعات غير مبررة. وشدد رئيس شعبة الدواجن على أن وزارة الزراعة ليست عدوة للصناعة، بل تدعم تحقيق توازن الأسعار وحماية مصلحة المنتج والمستهلك على حد سواء

• تراجع سعر الدواجن أدّى إلى خسائر تقدر بـ 10 جنيهات لكل كيلو
• ضعف الطلب أثر سلبًا على استقرار أسعار الدواجن والبيض
• ارتفاع سعر كرتونة البيض رغم وفرة المعروض يثير تساؤلات
• تدخل الحكومة لاستيراد البيض لضبط السوق واحتواء ارتفاع الأسعار

تؤكد التطورات الحالية في سوق الدواجن أن استمرار تراجع الأسعار دون تغطية التكاليف يدفع المزارعين للتخلي عن الإنتاج، مما قد يؤدي إلى نقص مستقبلي وارتفاع حاد في الأسعار؛ وهو ما يستدعي ضبطًا دقيقًا لتوازن العرض والطلب. كما تؤكد المؤشرات أن تحسن سعر الجنيه مقابل الدولار وحده لا يكفي لتحقيق استدامة في هذا القطاع الحيوي للموارد الغذائية والاقتصاد الوطني، مع ضرورة إعادة النظر في سياسات التسعير والدعم للحفاظ على المنتج المحلي وضمان استمرار توفير الدواجن والبيض بأسعار مناسبة للمستهلكين.