لا تفوتك: رسالة المطران طربيه من أستراليا تدعو للشجاعة رغم الظلام والشر

عيد القيامة، المعروف أيضًا بعيد الفصح، يمثل حجر الزاوية في الإيمان المسيحي، حيث تُجسد فيه حقيقة قيامة الرب يسوع المسيح من بين الأموات بعد صلبه وموته. هذه المناسبة الروحانية العظيمة ليست مجرد ذكرى وإنما هي حدث دائم الحضور في الحياة المسيحية، حيث تدعونا لتعزيز إيماننا وتجديد علاقتنا بالله عبر القيامة المجيدة التي تعكس انتصار المحبة والحياة على الموت والخطيئة.

حقيقة قيامة المسيح وأبعادها الروحية

تُظهر قيامة المسيح الجانب العميق لتصميم الله الخلاصي الذي تجلى بوضوح في أحداث أسبوع الآلام وخصوصًا يوم القيامة. القيامة ليست مجرد انتصار على الموت بل هي إعلان صريح للحب الإلهي الذي يفوق كل الشرور. وفق الكتاب المقدس، خبرة النساء عند القبر الفارغ، واستماعهن من الملاك “لا تخفن… إنه قام” (مر 16:6) تؤكد هذه الحقيقة. تلك اللحظة التاريخية قلبت حزن العالم إلى فرح وشدت انتباه البشرية إلى وعد الحياة الأبدية، فهو حدث يرمز ليس فقط إلى انتصار المسيح، وإنما إلى دعوة المؤمنين لتبني الحياة القائمة في المسيح.

القيامة: دعوة للتبشير وبناء الإيمان

القيامة ليست حدثًا ماضويًا فحسب بل هي دعوة للقاء الحي والشخصي مع الرب القائم. كل من اختبر هذه القيامة يشعر بمحبة الله وقوة نعمته التي تُحرر من القيود وتجعلنا أبناء لله. كما أوضحت إحدى النساء التي انضمت حديثًا للإيمان المسيحي عندما تحدثت عن رحلتها الروحية وكيف غير المسيح حياتها إلى الأبد. هذا الحدث هو حافز قوي للكنيسة لإطلاق برامج رعوية ومبادرات كالمركز الماروني للأنجلة الذي يهدف لنشر الإيمان وتعزيز القيم المسيحية لبناء مجتمعات قائمة على المحبة والعدالة.

التزام المؤمنين ودورهم في المجتمع

عيد القيامة يأتي هذا العام متزامنًا مع أجواء سياسية في أستراليا، حيث الانتخابات الفدرالية تضفي بُعدًا إضافيًا على دور الموارنة وغيرهم من المؤمنين في صنع القرار. المشاركة الفاعلة في هذه الانتخابات ليست مجرد واجب مدني، بل وسيلة لتأكيد القيم المسيحية مثل قدسية الحياة، وحرية الدين، والدفاع عن حقوق الإنسان. كما أن رسالة القيامة تدعو المؤمنين لبناء “حضارة المحبة”، وفقًا لرؤية البابا يوحنا بولس الثاني، وبناء مستقبل يعكس السلام والعدالة.

مع الرجاء المرتبط بقيامة المسيح، تُرفع الصلوات من أجل السلام العالمي وحل الأزمات التي تعاني منها دول مثل لبنان، خاصّة في ظل المرحلة الجديدة التي تعطي بارقة أمل باستعادة البلاد استقرارها. قيامة المسيح هي رمز للرجاء الذي يدعو الجميع للعمل معًا لتحقيق مستقبل أفضل يتوحد فيه الشعب رغم التحديات.

في الختام، القيامة ليست مجرد احتفالات سنوية بل هي مسيرة دائمة تجعل الإيمان حيًا في قلب كل مؤمن. إنها تُذكرنا بأنه مهما اشتدت ظلمة العالم، فإن أنوار القيامة تنتصر دائمًا، وتدعونا لنواصل البشارة بالمحبة والسلام التي أعلنتها قيامة الرب يسوع المسيح. المسيح قام… حقًا قام.