شوف الجمال ده: الحب فضيلة تجمع كل الأديان – رسالة ملك بريطانيا بعيد الفصح

يحتفل ملايين المسيحيين حول العالم بعيد الفصح، وهو مناسبة دينية تخلد ذكرى قيامة المسيح وأحداث العشاء الأخير، ومع قدوم عيد الفصح 2025، ألقى الملك البريطاني تشارلز الثالث رسالة مؤثرة تعكس القيم الإنسانية المشتركة، حيث أكد على أهمية الحب كفضيلة أساسية تجمع بين مختلف الأديان والثقافات، وشدد على الحاجة الماسة إلى هذا المبدأ في عالمنا المعاصر.

رسالة الملك البريطاني بعيد الفصح وشعار الحب

في إطار احتفالات عيد الفصح لهذا العام، وجه الملك تشارلز الثالث رسالة تحمل في طياتها معاني عظيمة عن الحب والتواضع، حيث وصف حب المسيح الذي لا حدود له بأنه النقطة المحورية للإيمان المسيحي، ولم يتوقف عند الجانب الديني فقط، بل ركز حديثه على أهمية هذه القيم عالميًا كمبدأ يوحد البشرية، وقد استشهد الملك بالمأساة والاضطرابات التي يواجهها العالم اليوم كدافع للتمسك بمفهوم المحبة كطريق للتآلف والسلام، قائلاً إن البشرية بحاجة إلى تعزيز هذا المبدأ الآن أكثر من أي وقت مضى.

خميس العهد ودور الملك في المجتمع

من المقرّر أن يحضر الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا مراسم خميس العهد، وهو أحد الأحداث الرئيسية ضمن تقويم الكنيسة البريطانية، يقام الاحتفال هذه السنة في كاتدرائية دورهام، حيث يُعتبر خميس العهد مناسبة رمزية تكرّم قيم الخدمة العامة والعطاء، خلال هذا الحدث يقوم الملك بتوزيع العملات المعدنية التي تم سكّها خصيصًا لهذه المناسبة على أفراد تم الاعتراف بجهودهم المتميزة في خدمة المجتمع، وتجدر الإشارة إلى أن هذا التقليد يمتد بجذوره إلى الأجيال السابقة من الملوك ويُبرز التزام الملك بإحياء روح التواضع وخدمة الآخرين.

رمزية خميس العهد في الإيمان المسيحي

يرتبط خميس العهد بذكرى العشاء الأخير، وهو حدث يجسد أسمى قيم التواضع والمحبة، حيث غسل المسيح أقدام تلاميذه كمثال حي للخدمة المتبادلة والتضحية من أجل الآخرين، ومن خلال هذه الطقوس يجدد المؤمنون المسيحيون التزامهم بتلك القيم السامية، وقد أعادت رسالة الملك بمناسبة عيد الفصح تسليط الضوء على رمزية هذا الحدث، خاصة بعدما أشار إلى تصرفات المسيح كمثال يحتذى به في جميع الأديان، مع التشديد على أهمية تعزيز التضامن بين البشر لمواجهة تحديات العصر الراهن.

ووفقًا لوكالة الأنباء البريطانية، فإن الملك تشارلز حريص على التواجد الدائم في هذه الفعاليات، رغم عدم تمكنه من حضورها في كاتدرائية ووستر العام الماضي نتيجة تشخيص إصابته بالسرطان، إلا أن رسالته العاطفية في عيد الفصح تمثل دعوة للجميع للتأمل في المبادئ التي تساعد على تعزيز التفاهم والتعاون في العالم.

تُجسد الاحتفالات بعيد الفصح رحلة الزمن التي تختصر حكاية الإنسانية الباحثة عن الأمل والمحبة، من خلال هذه المناسبة الدينية يعبر الملايين عن إيمانهم بقيم السلام والتضحية، ويأتي دور القادة مثل الملك تشارلز الثالث في تعزيز هذه القيم وإلهام الشعوب للعمل من أجل عالم أكثر إنسانية، فالحب لا ينتمي لدين أو حدود بل هو أساس الوجود الإنساني المشترك.