شوف الجديد: ترددات موقف الحزب تشعل نقاشات نارية مع أورتاغوس

يحلّ عيد الفصح هذا العام ليجمع الطوائف المسيحية التي تتبع التقويمين الشرقي والغربي، ما ساهم في إضفاء أجواء أمل على الوضع الداخلي في لبنان، إلا أن أجواء العيد لم تستطع تجاوز المخاوف المرتبطة بالوضع السياسي والأمني، وخصوصًا ملف السلاح الذي يبقى أولوية نقاش ساخن في الساحة اللبنانية وسط استقطاب داخلي ودولي حول هذا الملف الحيوي.

ملف السلاح وتأثيره على الأمن والاستقرار في لبنان

ملف السلاح يظل القضية الأبرز التي تشغل الساحة اللبنانية، حيث تؤكد الأطراف الرسمية على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة، وهو ما أكده كل من رئيسي الجمهورية والحكومة. في المقابل، يصر “حزب الله” عبر أمينه العام الشيخ نعيم قاسم على موقفه الرافض لتسليم السلاح، ما زاد من حدة التوتر السياسي. وقد أدى هذا الإصرار إلى تصعيد داخلي وخارجي، حيث دخلت نائبة المبعوث الأميركي إلى لبنان مورغان أورتاغوس على الخط، ما أشعل سجالات إعلامية بينها وبين السياسيين اللبنانيين، وخاصة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط.

المواقف الدولية وتدخل القوى الخارجية في الملف اللبناني

لم يقتصر النقاش حول السلاح على الجانب المحلي فقط، بل شهد تدخلات خارجية أبرزها من الولايات المتحدة وإيران. فقد صرّحت أورتاغوس أن نزع سلاح “حزب الله” جزء من شروط الحل الدولي، ما أثار ردود فعل غاضبة من الأطراف اللبنانية الموالية للحزب. أما من الجانب الإيراني، فقد حذّر السفير الإيراني في لبنان من مؤامرات تستهدف سيادة الدول من خلال نزع السلاح، مشيرًا إلى التجارب السابقة كما حصل في العراق وليبيا، واعتبر الحفاظ على السلاح بمثابة خط الدفاع الأول لتحقيق الأمن والاستقلال المحلي.

دور الكنائس والمجتمع في نشر الأمل وتعزيز السلام

في ظل الأزمات السياسية والخلافات المستمرة، تأتي رسالة الكنائس اللبنانية لتعطي أملاً جديدًا للبنانيين. فقد دعا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في رسالة الفصح إلى تخفيف آلام الآخرين، وحثّ المؤمنين على حمل رسالة الحياة والسلام في ظل الموت والنزاعات الدائرة. وندد البطريرك بسباق التسلح ودعا إلى التركيز على تقديم الدعم للفقراء والمحتاجين. كما دعا الزعماء السياسيين إلى إعطاء الأولوية لإعادة بناء الدولة وتحقيق العدالة الاجتماعية.

أما على الصعيد الشعبي، تتزايد الرغبة في أن يكون عيد الفصح نقطة انطلاق جديدة نحو تحقيق الاستقرار. وأعربت شخصيات سياسية بارزة مثل الرئيس سعد الحريري عن تمنياته بقيامة لبنان من أزماته، متمنيًا تحقيق العدالة وإعادة الدولة إلى موقعها الطبيعي، لتكون قوية وعادلة تلبي طموحات المواطنين.

ختامًا، لا يزال الملف اللبناني معقدًا ويحتاج إلى تكاتف الجهود الداخلية والخارجية للوصول إلى استراتيجية واضحة تحقق الاستقرار، وذلك بالتزامن مع مبادرات السلام ونشر ثقافة الحوار البناء. في حين تُبقي الطوائف المسيحية أملها بقيامة الوطن رغم التحديات المستمرة.