تعرف على أبرز ما يميز شهر رمضان لدى المسلمين في إثيوبيا وأثره على حياتهم اليومية

يحتفي المسلمون في إثيوبيا بشهر رمضان بأسلوب يعكس تنوعهم الثقافي ويؤكد على قيم التضامن والتقوى. بعد سنوات من التضييق، ينظم المسلمون الآن إفطارات جماعية في المدن والقرى، حيث تزداد الألفة والتعاون بين مختلف الفئات. في الأرياف، يتفرغ الناس للذكر وقراءة القرآن، بينما تمتاز المدن بفعاليات اجتماعية ودينية متنوعة، مما يعكس الاندماج الثقافي بين شرائح المجتمع.

مظاهر الإفطار الجماعي في إثيوبيا

يفتخر المسلمون في إثيوبيا بتنظيم إفطارات ضخمة في الشوارع العامة، وخصوصًا في العاصمة أديس أبابا. في الأعوام الماضية، أصبحت هذه الإفطارات رمزا للتكاتف، حيث يشارك الآلاف في إعداد وجبات الإفطار وتقديمها للصائمين. من أبرز هذه الفعاليات ما حدث في ساحة مسكل، حيث تغلق السلطات الشوارع المحيطة لتسهيل التجمع. يشارك في هذه الأنشطة العديد من الشخصيات البارزة وممثلي المجتمع المدني، مما يعزز الروح الجماعية خلال الشهر الكريم.

روح التعايش بين المسلمين والمسيحيين

يتجلى التعايش والوئام بين المسلمين والمسيحيين في إثيوبيا بوضوح خلال رمضان. قال أحد الكتّاب: “كنا نتبادل وجبات الإفطار مع زملائنا المسيحيين، بل أنهم بادروا في مرات عديدة بجلب الطعام ومشاركته معنا.” هذا التلاحم يبرز في العديد من المناطق، حيث تقع المساجد بجوار الكنائس، مما يعكس الاعتراف والاحترام المتبادل بين الأديان. وتؤكد هذه القصص على أهمية رمضان كفرصة للتقارب بين مختلف مكونات المجتمع.

مظاهر رمضان في الأرياف الإثيوبية

في الريف، يركز الناس على العبادات والطاعات خاصة في العشر الأواخر. تتعدد مراكز تحفيظ القرآن التي تصبح أماكن للاعتكاف والتفرغ للذكر. من أشهر هذه المراكز مركز زابي مولا لتحفيظ القرآن، والذي يتحول خلال الشهر الكريم إلى منارة روحانية تستقبل الراغبين في العبادة. كذلك، يتم تطبيق نظام “ترا” في المساجد، حيث يتم ختم القرآن مرتين خلال رمضان. أما الزكاة، فتعتبر من أبرز مظاهر التكافل، إذ يسارع التجار والمزارعون لإخراجها، مما يسد حاجة المحتاجين ويوطد الروابط الاجتماعية.

رمضان في إثيوبيا لا يحمل فقط طابعًا دينيًا، بل يتسم بثقافة غنية تجمع بين العبادات والممارسات الروحية، مما يُظهر العمق الإسلامي لبلاد تحتضن إرثًا متنوعًا.