مشهد حزين في لبنان: الشباب بين إدمان السيجارة الإلكترونية وواقع مؤلم

يعتبر التدخين، بجميع أشكاله التقليدية والإلكترونية، من أكثر المشكلات الصحية تفاقمًا في العالم، خاصة بين فئة الشباب. رغم اقتراب اليوم العالمي للامتناع عن التدخين في 31 مايو، تبقى هذه القضية تتطلب التوعية المستمرة، خصوصًا مع انتشار مشهد المدخنين الذين لا يفارقهم الهاتف والسيجارة الإلكترونية، ما يشكل ضغطًا اجتماعيًا حتى على من لا يرغب في التدخين.

تأثير التدخين على الشباب في لبنان

لبنان، الذي يحتل المرتبة الثالثة عالميًا في نسبة المدخنين، يواجه تحديات كبيرة رغم القوانين التي تحظر التدخين في الأماكن العامة. السيجارة الإلكترونية IQOS باتت رائجة بين الشباب، وتحولت إلى “موضة” اجتماعية بدلًا من أن تكون وسيلة للإقلاع عن التدخين التقليدي. وفقًا للدكتورة كارلا عيراني، المتخصصة في أمراض الحساسية والجهاز التنفسي، فإن التدخين الإلكتروني لا يقل خطرًا عن التقليدي، حيث يسبب الإدمان نفسه بفعل النيكوتين، ويؤدي إلى أمراض خطيرة مثل الربو والانغلاق الرئوي المزمن، مما يضعف القدرة التنفسية للشباب مع مرور الوقت.

مخاطر التدخين على جهاز المناعة والجهاز التنفسي

التدخين، سواء كان تقليديًا أو إلكترونيًا، يترك آثارًا سلبية خطيرة على الجهاز التنفسي. وكما تشرح د. عيراني، فإن الأمراض الصدرية المرتبطة بالتدخين تنطوي على التهابات مزمنة تؤثر على خلايا الجهاز المناعي، مما يجعل الجسم عرضة للعدوى والأمراض بشكل أكبر. إضافةً إلى ذلك، فإن مريض الربو الذي يدخن يزيد من حدة التهاباته ويضعف استجابة علاجاته، مما يُفاقم من حالته الصحية.

أهمية تعزيز القوانين التوعوية لمكافحة التدخين

في مايو الماضي، حملت الحملة الوطنية اللبنانية شعار “علقتها علقة”، للإشارة إلى سرعة الإدمان وصعوبة الفكاك منه. الحملات مستمرة، لكنها بحاجة إلى تنفيذ صارم لقوانين منع التدخين في الأماكن العامة. تحسين صحة المجتمع يبدأ بزيادة الوعي وتعزيز التطبيق الفعلي للإجراءات القانونية للحد من التدخين بين الفئات العمرية المختلفة، خصوصًا الشباب الذين يمثلون أمل المستقبل.