شوف الحكاية.. أسباب جديدة وراء إغلاق منطقة بـ’لبن’ بعد تدخل السيسي

شهدت الساحة المصرية جدلاً واسعًا حول أزمة سلسلة “بـ لبن” الشهيرة، والتي واجهت مؤخرًا عقباتٍ تنظيمية أدت إلى إغلاق كافة فروعها البالغ عددها 110 فرعًا. وبعد تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي لحل الأزمة، أوضحت وزارة الصحة بالتعاون مع هيئة سلامة الغذاء الوضع الراهن، مشيرة إلى وجود مخالفات تتعلق بالسلامة الغذائية، فيما أكدت الشركة التزامها بالعمل على تصحيح جميع الأوضاع.

الأزمة بين سلسلة “بـ لبن” وهيئة سلامة الغذاء

وفقًا لما أوضحته وزارة الصحة المصرية، أجرت الفرق الرقابية أكثر من 232 زيارة تفتيشية شملت مصانع وفروع سلسلة “بـ لبن” في مختلف المحافظات. أسفرت هذه الجولات عن اكتشاف كميات كبيرة من المواد مجهولة المصدر، وأخرى منتهية الصلاحية، إضافة إلى وجود 122 منشأة غير مرخصة تابعة للسلسلة. كما تم سحب 437 عينة لتحليل المطابقة، حيث تبين أن العديد منها لا يلتزم بالمواصفات القياسية المصرية واللوائح الفنية الملزمة.

الإجراءات المتخذة شملت كذلك إعدام 697 كيلوغرامًا من الأغذية الفاسدة و70 لترًا من العصائر غير المطابقة للخواص الطبيعية. كما تم إعداد 387 محضرًا بسبب المخالفات متمثلة في غياب الاشتراطات الصحية أو عدم امتلاك العاملين شهادات صحية. وتواصلت الهيئة مع المالكين لمساندتهم بتوضيح الإجراءات الوقائية والتصحيحية، إلا أن الاستجابة لم تكن بالمستوى المأمول.

تدخل الرئيس المصري لحل أزمة “بـ لبن”

بعد تصاعد أزمة الإغلاق، شهدت القضية تدخلًا مباشرًا من الرئيس عبد الفتاح السيسي لتهدئة الوضع وتصحيح الانتهاكات. أوضحت الشركة أنها استجابت لتوجيهات القيادة السياسية بشكل كامل وأعربت عن استعدادها للعمل بشفافية لتقديم منتج يتوافق مع معايير الجودة العالمية. وفي اجتماع مع هيئة سلامة الغذاء، طُلب تنفيذ التعديلات الفنية على الخطوط الإنتاجية ومنافذ البيع لتحقيق توافق مع لوائح نظام سلامة الأغذية.

وأكدت الشركة تمسكها بالمعايير الوطنية والقوانين المنظمة لقطاع الأغذية، مطالبة بإنهاء الأزمة سريعًا حفاظًا على مستقبل 25 ألف موظف يعملون في السلسلة ومصانعها التابعة، والتي تعد أحد رموز النجاح المصري بمنافذها في 9 دول عربية ونشاطها الواسع في السوق المحلي.

التوصيات لضمان سلامة المنتجات الغذائية

أبرزت هيئة سلامة الغذاء العديد من النقاط التي يجب أن تلتزم بها الشركات الكبرى لتجنب مشكلات مشابهة. تشمل هذه النقاط: الالتزام باستخدام الخامات الغذائية مطابقة للمواصفات القياسية؛ تطبيق إجراءات صارمة للحفاظ على سلامة المنتجات خلال التخزين والنقل؛ وفحص الأشخاص العاملين في القطاع لتجنب أي تلوث مرتبط بالأفراد. إضافة إلى الالتزام الكامل بعدم استخدام أي مواد أو ألوان محظورة عالميًا أثناء عملية التصنيع.

وفي إطار تعزيز الصحة العامة، صرحت الوزارة عبر المعهد القومي للتغذية باعتزامها وضع معايير للحد من استخدام السكريات داخل المنتجات الغذائية، متوافقة مع النسب العالمية في خطوة تحافظ على صحة المواطنين وتقيهم من الأمراض ذات الصلة بالنظام الغذائي.

تظل أزمة شركة “بـ لبن” درسًا هامًا في أهمية التقيد بقوانين الصحة العامة، فضلًا عن ضرورة التكاتف للتصحيح السريع تفاديًا لتضرر القطاعات الاقتصادية الحيوية في مصر.