أجواء أول أيام رمضان في غزة: تقرير خاص من بي بي سي عن أجواء الصيام.

رمضان يأتي بحلة مختلفة على غزة هذا العام، بعد أن تركت الحرب آثارها المؤلمة على القطاع. رغم الدمار والآلام، يحاول سكان غزة استعادة أجواء رمضان التي تجمع شمل العائلات وتعيد دفء الذكريات القديمة. ومع توقف الغارات والاجتياحات، فإن سكان القطاع يستعيدون بعضاً من سحر الشهر الكريم، ولكن الفرحة ما زالت منقوصة في ظل التحديات المستمرة.

فرحة منقوصة

رغم تحسن الأوضاع مقارنة بالعام الماضي، ما زالت أجواء رمضان في غزة بعيدة عن تلك التي اعتادها السكان. أحمد كريّم، أحد سكان حي التفاح، وصف رمضان هذا العام بـ”الاستثنائي”، بعد أن استطاع الإفطار مع عائلته للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في 2023. ومع ذلك، فإن أم عابد الغفري عبّرت عن قلقها المستمر، مشيرة إلى أن الخوف من تجدد الأحداث لا يزال يخيّم على حياتهم، مما يمنعها من الشعور براحة البال.

غسان حمدان من بيت حانون أيضاً يتحدث عن صعوبة العيش بعيداً عن منزله وأسرته، مشيراً إلى أن الحرب فرّقت بينه وبين أحبائه، حيث يعيش اليوم مع غرباء. هذه الأوضاع تجعل الأجواء الرمضانية ناقصة، على الرغم من الهدوء النسبي.

“نفتقد رمضان الأمس”

العديد من عائلات غزة لم تتمكن من الاجتماع في اليوم الأول من رمضان كما كانت تفعل في الماضي. يوسف الطويل تحدث عن تشتت أفراد أسرته بين الخيام، قائلاً إنه يعيش مأساة كبيرة في ظل عدم إمكانية الالتقاء بأفراد عائلته التي فرقتها الحرب. وأضاف أن محاولاته للتكيف مع الوضع الجديد لم تنجح في تعويض شعور الافتقاد لرمضان الماضي، حيث كانت العائلة تتجمع حول مائدة واحدة.

أجواء تفتقر للنكهة

أبو هاشم يصف رمضان هذا العام بأنه “باهت”، يفتقر للنكهة المميزة التي كانت تضفيها الأجواء العائلية. الحياة في الخيام، بعد تهدم المنازل، جعلت من الصعب إحياء مظاهر رمضان التقليدية، مثل تحضير المأكولات الرمضانية أو تجمع الجيران. وأضاف أن محاولات إحياء هذه الأمور تبدو مصطنعة، لتعكس حجم الألم الذي فرضته الحرب.

رمضان في غزة هو مزيج من البهجة والحزن، حيث تجتمع العائلات بكل ما تملك من طاقة، رغم التحديات والنقص. ويظل الأمل الذي يحمله الشهر الكريم هو ما يدفع أهل القطاع للاستمرار.