يا ناس خلاص – الراعي يوجه رسالة عيد الفصح: كفى حروب وتصنيع أسلحة

قدّم البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في رسالته بمناسبة عيد الفصح رؤية مليئة بالأمل والوحدة، داعيًا المجتمع المحلي والدولي إلى التوقف عن الحروب وتصنيع الأسلحة والاستثمار بدلًا من ذلك في تحسين الحياة البشرية، كما سلط الضوء على قضايا التعليم وحقوق الإنسان مؤكدًا أن النهوض بقطاع التربية يتطلب التعاون بين جميع الأطراف المعنية من أجل تحقيق العدالة وضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.

رسالة البطريرك الراعي وآثارها على حقوق الإنسان

ركّز البطريرك الراعي في رسالته على أهمية تعزيز قيم السلام والإنسانية، مشيرًا إلى أن العالم بحاجة إلى خطوات عاجلة للحد من الحروب والتصنيع المفرط للأسلحة، حيث دعا إلى استثمار الموارد في تحسين ظروف العيش بدلًا من تدمير الحياة البشرية، وتطرق الراعي إلى موضوع الإجهاض وقتل الأبرياء محذرًا من انتهاك حقوق الإنسان باسم المصالح الشخصية أو الخيارات الاقتصادية، كما أنه ذكّر بأهمية مد الأيادي السخية لدعم الفئات الفقيرة والمعدومة لتحقيق مساواة أكبر بين أفراد المجتمع.

التحديات في قطاع التعليم ودور الحوار البناء

إن قطاع التعليم في لبنان يواجه أزمات متتالية تزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم، ووفقًا للبطريرك الراعي فإن الحل لا يكمن إلا في تأسيس ورشة شاملة تعتمد على المبادئ التي وردت في شرعة حقوق الإنسان، وذلك لتثبيت حق كل إنسان في التعليم، وأوضح الراعي أنه على جميع الأطراف المعينة بالجانب التربوي الجلوس إلى طاولة مستديرة، حيث يمكن للحوار البناء أن يلعب دورًا أساسيًا في تعزيز التشريعات الجديدة التي تراعي حقوق أفراد الأسرة التربوية على اختلاف اهتماماتهم ومسؤولياتهم.

التأثير الإيجابي للاستثمار في التربية والسلام

يبرز الاستثمار في قطاعات التعليم والسلام كضرورة لضمان مستقبل مستدام وشامل للمجتمع، حيث أشار البطريرك الراعي إلى أن الابتعاد عن الحروب والتركيز على مبادرات التنمية من شأنه أن يحسن الاقتصاد المحلي ويرفع من جودة الحياة، كما أنه يشدد على أهمية تعزيز السلام ليس فقط على الصعيد الدولي، بل أيضًا داخل الأوطان، وأوضح أن تعليم الجيل الجديد وتزويده بالقيم المدنية والمهارات العلمية هو المفتاح لبناء مجتمعات أكثر عدلًا وحيوية، حيث ستعمل البيئة التعليمية السليمة على تعزيز التعايش السلمي وإنتاج أفراد قادرين على العمل لتحقيق التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم.

إن رسالة البطريرك الراعي تدعو الجميع إلى التفكير في الرفاه البشري بدلًا من الاهتمام بالعنف والممارسات الهدامة، كما أنها تسلط الضوء على ضرورة ضمان عدالة اجتماعية وتعليم عالي الجودة كركيزتين أساسيتين للتقدم والنهضة في المجتمع.