ارتفاع ملحوظ في انتشار الأفلام الأجنبية بين الناطقين بالإنجليزية بفضل الذكاء الاصطناعي.. كيف يؤثر على الصناعة؟

تمت دبلجة الأفلام الأجنبية باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي الحديثة لتجاوز حواجز اللغة في السوق الأمريكية وتعزيز وصولها إلى جمهور أوسع، وفي هذا السياق، برزت تجربة شركة إكس واي زد فيلم (XYZ Films) التي ركزت على جلب أفلام عالمية تُعرض بنجاح في الولايات المتحدة، رغم تحديات تقبل المحتوى الأجنبي غير الناطق بالإنجليزية، حيث تم الاعتماد على نظام دبلجة متطور يعتمد على أداة DeepEditor لتقديم محتوى مميز يراعي الثقافة واللغة بدقة.

تجربة شركة XYZ Films في دبلجة الأفلام الأجنبية باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي

تُعد شركة إكس واي زد فيلم من الجهات الرائدة في اكتشاف الأفلام العالمية التي تحظى بإقبال الجمهور الأمريكي، رغم أن السوق الأمريكية لا تتقبل الأفلام الأجنبية غير الناطقة بالإنجليزية بسهولة، بحسب ما أشار إليه المدير التنفيذي للعمليات، ماكسيم كوتراي. يوضح كوتراي أن المشكلة الأساسية تكمن في اللغة، إذ ليس لدى الولايات المتحدة نفس الثقافة الأوروبية في متابعة الأفلام المترجمة والمُدبلجة؛ فالعائق اللغوي يلعب دورًا رئيسًا في تحديد مدى انتشار الأعمال السينمائية الأجنبية. وبفضل تطبيق تقنية دبلجة قائمة على الذكاء الاصطناعي، أصبح بالإمكان تذليل هذه العقبة بسهولة، حيث تم دبلجة الفيلم السويدي “راقبوا السماء” إلى الإنجليزية عبر أداة DeepEditor التي تُجري تعديلات متقدمة على الفيديو والصوت، لتجعل الممثلين وكأنهم يتحدثون اللغة الجديدة بشكل طبيعي ومقنع.

كيف تُعيد أداة DeepEditor تعريف دبلجة الأفلام الأجنبية عبر الذكاء الاصطناعي

تتمتع أداة DeepEditor التي طورتها شركة فلولس (Flawless) بلندن، بقدرات فريدة في تعديل أداء الممثلين بصريًا وصوتيًا دون الحاجة إلى إعادة تصوير، مما يحافظ على الوتيرة والإيقاع الأصليين للفيلم. أسس سكوت مان الشركة عام 2020 بعدما أدرك، من خلال تجربته في أفلام مثل Heist وThe Tournament، أن الدبلجة التقليدية تفقد العمل السينمائي تأثيره العاطفي وأصالته، إذ تؤدي إلى تغيير ملاحظ في إيقاع الفيلم وجودة الأداء، مما يجعل نسخة الفيلم المدبلجة أقل تماسكًا ومصداقية من النسخة الأصلية. وتعتمد DeepEditor على تقنيات متقدمة تشمل مسح الوجه، والتعرف على ملامحه المرتبطة بتتبع ثلاثي الأبعاد، مما يمكنها من فهم حركات الوجه والتعبيرات العاطفية بعمق، وإحداث تأثير دبلجة سلس يشبه التحدث الحقيقي باللغة المستهدفة. وقد كان فيلم “راقبوا السماء” أول فيلم طويل يتم دبلجته بتقنية تصويرية كاملة، وعُرض في 110 دور عرض تابعة لشركة AMC في الولايات المتحدة، مما يؤكد جدوى التقنية في توسيع وصول الأفلام الأجنبية للجماهير الإنجليزية.

السنة حجم سوق دبلجة الأفلام (مليار دولار)
2024 4
2033 7.6

تأثير تقنية دبلجة الأفلام الأجنبية باستخدام الذكاء الاصطناعي ومستقبل الثقافة السينمائية

على الرغم من المزايا الكبيرة لتقنيات الدبلجة الحديثة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، إلا أن هناك مخاوف ثقافية وأكاديمية تتعلق بتأثير هذه التقنية على أصالة اللغة والرموز الثقافية في الأفلام الأجنبية؛ إذ ترى نيتا ألكسندر، أستاذة قسم السينما والإعلام بجامعة ييل، أن المعالجة الآلية للأداء قد تضعف الخصوصية العميقة للغات الأصلية والإيماءات التي تعبر عن ثقافات مختلفة، مما قد يؤدي إلى تجربة مشاهدة أكثر اصطناعياً ويحد من التنوع السينمائي الحقيقي. كما تشير إلى أهمية الحفاظ على الترجمة النصية باعتبارها أداة ضرورية لمختلف فئات الجمهور بما فيها المتعلمون، والمهاجرون، وذوو الاحتياجات الخاصة، وتحذّر من أن الاستعاضة عن هذه الوسيلة بعمليات محاكاة مؤتمتة قد تؤدي إلى تقليص إمكانية الوصول إلى المحتوى. وتدعو ألكسندر إلى بناء جمهور سينمائي مستعد للتفاعل مع الأفلام بلغتها الأصلية وقدراتها الثقافية، بدلاً من مجرد تعظيم سهولة المشاهدة عبر اللغة الإنجليزية فقط.

  • تقدم أدوات مثل DeepEditor للمبدعين إمكانية تعديل أداء الممثلين دون فقدان الجوهر العاطفي
  • ميزة تقليل الوقت والتكلفة مقارنة بإعادة التصوير التقليدية
  • زيادة توافر المحتوى الأجنبي باللغة الإنجليزية لدعم التوزيع العام
  • المخاوف المتعلقة بتراجع التنوع الثقافي وخصوصية اللغات
  • ضرورة الحفاظ على الترجمة النصية لدعم فئات متعددة من المشاهدين

تتسارع تقنية دبلجة الأفلام الأجنبية باستخدام الذكاء الاصطناعي لتصبح من الأدوات الرئيسية في صناعة السينما الحديثة؛ إذ تقدم حلاً فعالاً لمشكلة الوصول إلى أسواق جديدة، بينما تبرز في الوقت ذاته التساؤلات حول مدى تأثيرها على التجربة الثقافية للسينما الأجنبية، وهي مسألة يستمر النقاش حولها بين المختصين والمشاهدين والجمهور العالمي.