ديون بطاقات الائتمان الأمريكية تتخطى تريليون دولار.. كيف تؤثر قرارات البنوك على المستهلكين؟

ديون بطاقات الائتمان في أمريكا تتجاوز تريليون دولار، مسجلة ارتفاعًا جديدًا ليصل المجموع إلى 1.1 تريليون دولار خلال الأسبوع المنتهي في 16 يوليو 2025، مساوية أعلى مستوى سجل في مايو من نفس العام، ما دفع البنوك إلى تقليص فرص الإقراض وزيادة تشديد شروط منح بطاقات الائتمان.

مؤشرات ارتفاع ديون بطاقات الائتمان في أمريكا وتداعياتها

تُظهر أحدث البيانات زيادة في ديون بطاقات الائتمان بمقدار 17 مليار دولار منذ بداية عام 2025 وحتى منتصف يوليو، وهذا يعكس اعتمادًا متزايدًا من المواطنين على هذه القروض لمواجهة الضغوط الناتجة عن التضخم وغلاء المعيشة، ما يؤكد هشاشة القدرة المالية للكثيرين. ومع ذلك، شهدت عمليات فتح حسابات بطاقات جديدة تقلصًا ملحوظًا، حيث انخفضت بنسبة 5% خلال الربع الثاني من 2025 مقارنة بالعام السابق، وشملت هذه الانخفاضات أربعة من أكبر البنوك الأمريكية. جاءت أمريكان إكسبريس في طليعة المتأثرين بانخفاض 200 ألف حساب جديد، بنسبة 6%، تلتها ويلز فارجو ببندر 34 ألف حساب، ثم بنك أوف أمريكا بانخفاض 117 ألف حساب.

تشديد البنوك الأمريكية لقواعد منح بطاقات الائتمان وسط ارتفاع الديون

بحسب تقرير الاحتياطي الفيدرالي، عمدت البنوك الأمريكية إلى تشديد معايير الموافقة على طلبات بطاقات الائتمان في عام 2025، مستهدفة تحديدًا الفئات ذات الدخل المنخفض التي تشكل خطورة أكبر من ناحية تعثر سداد الديون. وأسهم هذا التشديد في التحكم بزيادات أكبر في الديون غير المسددة، حيث أظهرت إحصائيات أبريل 2025 أن أكثر من 87% من عروض بطاقات الائتمان التي أرسلت عبر البريد استهدفت المستهلكين الذين توافقوا مع معايير ائتمانية صارمة، وهي أعلى نسبة خلال ثلاثة أعوام، لتعكس سياسات جديدة تهدف إلى حماية الاستقرار الاقتصادي من تداعيات الديون المتزايدة.

آثار ارتفاع ديون بطاقات الائتمان في أمريكا على السوق المصرفي والسلوك الاستهلاكي

ارتفاع ديون بطاقات الائتمان في أمريكا أدى إلى انعكاسات واضحة على القطاع المصرفي، حيث أصبحت البنوك تحجم عن تقديم تسهيلات ائتمانية جديدة كما يظهر التراجع في عدد فتح الحسابات. يعكس هذا التوجه مخاوف متزايدة من تزايد حالات عدم سداد المدفوعات وبالتالي زيادة المخاطر المالية. وتتجلى الخطوات التي اتخذتها الجهات المالية في تفاصيل مثل:

  • تشديد شروط الموافقة على بطاقات الائتمان، خاصة للفئات الأكثر عرضة للخطر
  • تقليص حملات التسويق وتوجيه العروض الائتمانية نحو العملاء ذوي الجدارة الائتمانية القوية فقط
  • مراقبة دقيقة لمؤشرات الأداء الائتماني لضمان استدامة ودعم الاستقرار الاقتصادي
البنك الانخفاض في فتح الحسابات الجديدة
أمريكان إكسبريس 200 ألف حساب (6%)
ويلز فارجو 34 ألف حساب
بنك أوف أمريكا 117 ألف حساب

يتضح أن زيادة ديون بطاقات الائتمان في أمريكا تنذر بتحديات مالية على المستويين الشخصي والمؤسساتي، مما يجبر البنوك على الإغلاق التدريجي لبوابة الإقراض للحد من المخاطر وتحقيق التوازن في السوق الاقتصادي. هذه السياسة قد تؤدي إلى تباطؤ في النمو الائتماني لكنها ضرورية لضمان استقرار نظام الائتمان والاقتصاد ككل.