يا رب رحمتك: لبنان وشعبه المتألم بحاجة لدعواتنا ووقفتنا جميعاً

عيد الفصح هو رمز للقيامة والتجدد، حيث يعيدنا إلى اللحظة التاريخية التي تقر فيها الكنيسة بآلام المسيح وموته وقيامته، وتجدد الإيمان بقوة الله الغالبة على الموت والشر. عيد الفصح ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل دعوة للقاء الحي بشخص المسيح الذي يمنحنا قوة التغيير والعيش في محبة الله التي قهرت كل التحديات والمآسي.

أهمية قيامة المسيح في حياة المؤمنين

احتفال عيد الفصح يعتبر تجسيدًا لحقيقة الإيمان بالقيامة، حيث يمثل قيامة المسيح انتصارًا عظيمًا على الموت والخطيئة، ويؤكد أنه لا توجد قوة يمكنها أن تقف أمام محبة الله. القيامة تجعل المؤمن يشعر بقوة الروح، حيث يتحول الإيمان من مجرد معتقد إلى لقاء شخصي بالمسيح الحي، مثلما حدث مع إحدى المؤمنات التي شاركت خبرتها بعد اعتناقها المسيحية. هي أوضحت أنها وجدت في الإيمان بالمسيح حرية داخلية، حيث أضاء الإنجيل عتمة حياتها؛ وتمكنت من اختبار محبة الله التي حررتها ومنحتها سلامًا داخليًا.

هذا المعنى يجعل عيد الفصح ليس مجرد طقس ديني، بل بابًا للدخول في حياة جديدة تسود فيها قيَم المحبة والعدالة. من هنا، فإن المسيحية تدعو إلى تحويل القيامة من مجرد احتفال سنوي إلى منهج حياة يعكس العلاقة الحية مع الله وسط مشاغل وظروف الحياة اليومية.

دور القيامة في بناء المجتمع العادل

إن رسالة القيامة تدعو كل المؤمنين للالتزام ببناء “حضارة المحبة” التي تحدث عنها قداسة البابا يوحنا بولس الثاني. في أستراليا، يشكل الموارنة جسرًا بين الدين والمجتمع، حيث يؤدون دورًا هامًا في الانتخابات الفيدرالية من خلال المساهمة في اختيار قيادات تعمل على تعزيز الخير العام وحماية القيم. التصويت في الانتخابات يعكس حسًا مسؤولًا بالمواطنة المسيحية التي تسعى لتحقيق العدالة ودعم الفئات المهمشة وحماية الحرية الدينية والعائلية.

الإيمان بالقيامة يجعل الإنسان شريكًا في التغيير وبناء المجتمعات المستنيرة، حيث تنشئ الكنيسة برامج رعوية موجهة وتعمل على تعزيز القيادة الروحية في كافة الرعايا. المركز الماروني للأنجلة يعد خطوة عملية في هذا الاتجاه، وهو مشروع انطلق مؤخرًا لنشر الإيمان وتعزيز الرؤية السينودوسية التي أطلقها قداسة البابا فرنسيس. من خلال هذه الجهود، يتحول الإيمان بالقيامة إلى قوة دافعة لنشر السلام والحب وسط عالم مليء بالتحديات.

عيد الفصح: أمل لبنان والشرق الأوسط

مع حلول عيد الفصح في ظل التحديات العالمية والوطنية، يحمل المؤمنون أملًا متجددًا لبلدهم لبنان، المليء بالأزمات والآلام. الصلاة لأجل لبنان وخاصة مع انتخاب العماد جوزف عون رئيسًا للبلاد، تعكس بداية جديدة مليئة بالرجاء للمستقبل وإعادة الثقة في المؤسسات اللبنانية. الأمل في استعادة الأمن والسلام يعكس دعوة المسيح للعيش في محبة ونبذ الانقسامات، وهو ما يؤكد على رمزية عيد القيامة في الإحياء وإعادة البناء.

كما تشمل الصلوات أيضًا الدول المتألمة، خاصة في الشرق الأوسط، مثل سوريا والعراق وفلسطين، حيث تحتاج هذه المناطق إلى وضع حد للصراعات والنزوح بما ينسجم مع رسالة الحياة الجديدة التي يقدمها عيد الفصح. يتركز الرجاء على القيم الإنسانية الشاملة التي تهدف إلى إنهاء المآسي وإرساء قواعد سلام دائم ومتوازن وفق إرادة الله للعالم.