فتاوى زكاة عيد الفطر: حكم تأخير إخراجها بعد العيد وأهم ما يجب معرفته عنها

صدقة عيد الفطر تعد من أبرز الطاعات التي يختتم بها المسلم صيام رمضان، مكللًا شهر العبادة بمظهر من مظاهر التكافل والسعادة. تُعد تلك الزكاة وسيلة شرعية لتطهير الصائم من التقصير والأخطاء التي قد تكون شابت صيامه، فهي تجسد فرحة المسلم بتمام الطاعة، وتسهم في تلبية احتياجات الفقراء والمساكين قبل حلول عيد الفطر.

فوائد زكاة عيد الفطر في الإسلام

زكاة الفطر تحمل معاني عديدة في الشريعة الإسلامية، فهي تطهر الصيام وتضمن للمسلمين خروجهم من رمضان وقد نالوا المغفرة والأجر. كما ورد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم فرضها “طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين”. تُبرز الزكاة قيم التكافل وتساعد الفقراء في تلبية احتياجاتهم، خاصة خلال فترة العيد، وهو وقت الفرح والسرور عند المسلمين بعد مشقة الطاعات.

لمن تُخرج زكاة الفطر؟

يُجيب الأزهر الشريف بأن المسلم يبدأ بإخراج زكاة الفطر عن نفسه أولًا، ثم عن أسرته ومن تقع نفقتهم عليه. تشمل الزوجة، الأبناء، والوالدين إذا كانوا محتاجين ولا يملكون ما يكفيهم. كذلك يمكن إخراجها عن الخدم إذا كان المُلتزم بنفقتهم مسؤولًا عنهم، أما الجنين فلا يجب إخراجها عنه إلا كاستحباب إذا وُلِد قبل غروب شمس آخر يوم رمضان.

موعد إخراج زكاة الفطر وحكم تأخيرها

زكاة الفطر تجب بغروب شمس آخر يوم من رمضان، ويمكن إخراجها منذ منتصف شهر رمضان أو حتى مع بدئه. يُستحب تقديمها قبل صلاة العيد ليتحقق معناها وتساعد المحتاجين خلال أيام العيد. وفقًا للأزهر، يجوز إخراجها بعد صلاة العيد، لكنها تُعد مكروهة لدى البعض وإن كانت صحيحة شرعًا. أما تأخيرها لما بعد يوم العيد دون عذر، فيعتبر إثمًا تتحول معه الزكاة إلى صدقة عادية، ويظل المسلم مُطالبًا بالقضاء لإبراء ذمته أمام الله.

زكاة الفطر ليست مجرد عبادة مالية بل رسالة إنسانية تقرب القلوب وتجسد روح المودة والتكافل، مما يعكس جمال الشريعة الإسلامية في إرساء قيم العدالة والرأفة.