حكم تهنئة المسلمين بدخول شهر رمضان المبارك وفق دار الإفتاء المصرية

تحل علينا نفحات شهر رمضان المبارك حاملةً الخير والبركة لكل المسلمين حول العالم. دار الإفتاء أكدت جواز التهنئة بحلول هذا الشهر الفضيل من خلال الدعاء والتمني بالخير وتعاقب الأيام بالبركات، سواء كان ذلك عبر ألفاظ مختارة تُرَسِّخ معاني الخير أو بتبادل الزيارة والمصافحة. وهذا يعكس روح الإسلام المبنية على التراحم والمودة.

فضل التهنئة بقدوم شهر رمضان

أيام شهر رمضان ليست كغيرها من سائر الأيام، ففيها تتنزل الرحمات ويكثر الخير. يذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: «إِنَّ لِرَبِّكُمْ فِى أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ فَتَعَرَّضُوا لَهَا». التهنئة إذًا ليست مجرد كلمات بل هي تعبير عن الفرح بفضل الله ورحمته. هذا الدعم النفسي ينشر الفرحة ويحفز المسلمين على الإقبال على الطاعات خلال هذا الشهر الكريم.

مشروعية التهنئة في الإسلام

أكد العلماء والفقهاء أن التهنئة بالمناسبات الدينية جزءٌ من تعاليم الإسلام التي تدعو لإحياء العلاقات. قال الإمام أحمد بن حنبل عن التهنئة في العيدين: "لا بأس بها"، وقياسًا على ذلك، يَجُوز تقديم التهاني في المناسبات الأخرى كشهر رمضان. هذه العبارات تُعَد وسائل لتقوية الروابط الاجتماعية والدينية.
الهدي النبوي يبين لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يهنئ أصحابه برمضان قائلاً: «يا أَيُّهَا النَّاسُ قد أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ… شَهْرٌ مُبَارَكٌ». هذا الحديث دليل على أهمية بث روح الفرح وإشعار الآخرين بقدسية الشهر.

أشكال التهنئة ومتغيراتها الحديثة

التهنئة بشهر رمضان يمكن أن تكون بألفاظ مثل "مبارك عليكم الشهر"، أو بالدعاء، أو حتى بالمصافحة والزيارات. ومع تطور التكنولوجيا، أصبح إرسال الرسائل الإلكترونية ومقاطع الفيديو وسيلة شائعة لنشر التهاني. كل هذه الوسائل تأخذ حكم الجواز إذا قُصِد بها إدخال السرور على الآخرين.
الخلاصة
التهنئة بحلول شهر رمضان الكريم سنة حميدة تغرس معاني الرحمة وتزيد الترابط بين الناس. عبر القول أو الفعل، يمكن للمسلمين التعبير عن فرحتهم بهذا الشهر الفضيل الذي يحمل الخير والبركة للأمة جمعاء.