شوف الحكاية.. الأسباب الحقيقية لغلق محلات بلبن في مصر والسعودية

شهدت الأيام الأخيرة ضجة واسعة على خلفية إغلاق سلسلة محلات الحلويات والألبان الشهيرة «بلبن»، والتي تمتلك عدة فروع بمختلف محافظات مصر، بعد قرارات من الجهات الرقابية بإغلاق عشرات الفروع. تم التوصل لهذه القرارات إثر الكشف عن مخالفات صحية وقانونية خطيرة تهدد سلامة المواطنين، مما أثار الجدل حول طبيعة نشاط السلسلة ومستوى التزامها بمعايير سلامة الغذاء.

إغلاق فروع بلبن في المحافظات بسبب المخالفات الغذائية

في إطار حملات تفتيش مكثفة نفذتها الجهات المختصة، تم إغلاق عدد كبير من فروع «بلبن» بمحافظات القاهرة، الجيزة، والغربية، وغيرها. في محافظة الغربية، شهدت مدينتا طنطا والمحلة قرارات فورية بإغلاق 5 فروع؛ حيث كشفت اللجان الرقابية عدم الالتزام بالنظافة العامة، وسوء تخزين المواد الغذائية، واستخدام أغذية مجهولة المصدر، فضلًا عن غياب تراخيص قانونية لازمة. بينما في محافظة الجيزة، أُعلنت قرارات بإغلاق 12 فرعًا بمناطق متعددة مثل الشيخ زايد والعجوزة والعمرانية؛ نتيجة مخالفات متعلقة بالتراخيص وسلامة التهوية والتخزين. كما شهدت محافظة بورسعيد إغلاق بعض الفروع بسبب عدم تقديم المستندات المطلوبة لمزاولة النشاط الغذائي بشكل قانوني.

واقعة تسمم عائلي تفجّر الأزمة

طفت الأزمة إلى السطح بحادثة تسمم أسرة كاملة بمنطقة الشيخ زايد، بعد استهلاكهم “رز بلبن” من أحد الفروع المغلقة، وقد أبلغت الأسرة السلطات المختصة بتفاصيل الواقعة، مما دفع الجهات الرقابية لتوسيع نطاق التحقيقات. وبينما ينظر الكثيرون لهذه الحادثة كنقطة انطلاق الأزمة، أوضحت تقارير رسمية أن القرارات جاءت نتيجة تراكمات لمخالفات سابقة تم توثيقها عبر عدة أشهر؛ من أهمها سوء النظافة واستخدام مواد ضارة بصحة الإنسان.

بيان الهيئة القومية لسلامة الغذاء حول بلبن

أصدرت الهيئة القومية لسلامة الغذاء بيانًا حازمًا يفيد بسحب عينات من منتجات «بلبن» وتحليلها معمليًا، حيث أثبتت التحاليل وجود بكتيريا ممرضة تؤدي إلى حالات تسمم غذائي. كما أوضحت الهيئة وجود أغذية فاسدة وألوان غير مرخصة دوليًا ضمن المنتجات المصنّعة، بجانب ممارسات تخزينية غير سليمة ساهمت في تدهور جودة المنتجات الغذائية. وقد أغلقت الجهات الرقابية ما يزيد عن 47 منشأة تابعة للمجموعة التجارية، مع إعدام كميات كبيرة من المنتجات غير المطابقة.

رد الشركة وتداعيات الأزمة محليًا وخارجيًا

من جانبها، أصدر ممثلو سلسلة «بلبن» بيانًا رسميًا يعرب عن استيائهم من قرارات الإغلاق المفاجئ، مؤكدين أن الشركة مصرية وطنية تدير عددًا كبيرًا من الفروع وتخلق آلاف الوظائف، وطلبت فرصة لتصحيح الأخطاء مع الالتزام التام بالإرشادات الرقابية. لكن اللافت أن الأزمة لم تقتصر على مصر فقط، فقد سبق وأن أعلنت السعودية عن إغلاق بعض الفروع في الرياض خلال العام الماضي نتيجة شكاوى تسمم مماثلة، مما يزيد حجم الضغوط والتحديات التي تواجه الشركة وتعكس تصاعد حدة التداعيات.

ختامًا: أزمة بلبن في دائرة الضوء

لا شك أن أزمة سلسلة «بلبن» تُعد من أكبر الأزمات في القطاع الغذائي خلال السنوات الأخيرة؛ تزايد حالات الغضب الشعبي والاتهامات بالإهمال الغذائي أثار جدلًا واسعًا، في حين تحاول الشركة الدفاع عن سمعتها الوطنية. وبينما تسعى الجهات الرقابية لمواصلة حملاتها، يبقى السؤال حول مستقبل هذه السلسلة وإمكانية تصحيح مسارها في خضم التحديات القانونية والصحية الهائلة.