شو رأيك؟ ضخ 154 مليون دولار لدعم 130 مشروع خاص في المرحلة الأولى

شهدت مصر تطورًا ملحوظًا في مجال التمويل الأخضر بفضل جهود الحكومة لتعزيز السياسات المستدامة ودعم الاقتصاد الأخضر. وفي ظل هذا الإطار، جاءت المرحلة الأولى من آلية تمويل الاقتصاد الأخضر (GEFF I) التي أطلقت بالتعاون مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لتكون نقلة نوعية نحو بناء اقتصاد أكثر استدامة وشمولية. وجرى خلال المرحلة الأولى توفير تمويلات بقيمة 154 مليون دولار دعمت أكثر من 130 مشروعًا.

أهمية تمويل الاقتصاد الأخضر في تحقيق التنمية المستدامة

تمثل آلية تمويل الاقتصاد الأخضر (GEFF I) واحدة من البرامج الرائدة التي تجمع بين الدعم التقني والمالي لتمكين المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر من تبني حلول مبتكرة وتقنيات صديقة للبيئة. هذا البرنامج لم يكتفِ بتقديم تمويلات مباشرة، بل ساهم أيضًا في تعزيز استدامة المشروعات وخفض التكاليف التشغيلية؛ مما يدعم الاقتصاد الوطني ويقلل من الآثار البيئية السلبية. بفضل هذه الجهود، لعب البرنامج دورًا بارزًا في تعزيز مرونة المشروعات الصغيرة وزيادة قدرتها التنافسية في السوق المحلية والعالمية.

المرحلة الثانية من برنامج تمويل الاقتصاد الأخضر

مع النجاح المحقق في المرحلة الأولى، أُطلقت المرحلة الثانية من البرنامج بتمويل قدره 175.5 مليون دولار لدعم مشاريع أكثر تنوعًا. وتشمل المشروعات الجديدة ممارسات الاقتصاد الدائري، كفاءة استخدام الموارد، والإدارة المستدامة للموارد الطبيعية. هذه الخطوة تعكس التزام مصر المستمر بخفض انبعاثات الكربون وتعزيز العمل المناخي بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للمناخ 2050. كما ترتبط هذه الجهود بمبادرات كبرى مثل برنامج نُوَفِّي (NWFE)، الذي يركز على التكيف والتخفيف ضمن قطاعات المياه والغذاء والطاقة.

دور الشركاء الدوليين في دعم المشروعات الخضراء

لعب البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية دورًا جوهريًا في دعم الاقتصاد الأخضر بمصر من خلال شراكة فعّالة أسهمت في حشد التمويلات اللازمة وتعزيز استثمارات القطاع الخاص، حيث ساهم البنك في تنفيذ مشروعات بطاقة إنتاجية تصل إلى 4.2 جيجاوات. إلى جانب ذلك، تم تكريم البنوك المحلية التي استفادت من الآلية خلال المرحلة الأولى، مما يعزز دور القطاع المصرفي في دعم المشروعات المستدامة ويشجع على توجيه المزيد من التمويلات مستقبلاً نحو هذا المجال الحيوي.

ختامًا، يمكن القول إن مصر قطعت شوطًا كبيرًا نحو تحقيق التنمية المستدامة بفضل الاستثمار الذكي في المشروعات الخضراء. ومع توسع البرامج الخضراء وإشراك مختلف القطاعات، تبرز الدولة كنموذج إقليمي رائد في بناء اقتصاد أخضر مستدام.