مش بس خيال.. سر مقبرة زوسر وأسرار تماثيله وعيلته الغامضة

تشهد مصر تطورات مذهلة في مجال علم الآثار، حيث أسفرت الجهود الحثيثة عن اكتشافات أثرية تكشف النقاب عن أسرار الحقبة الفرعونية. من أبرز هذه الاكتشافات العثور على مقبرة الأمير “وسر إف رع”، ابن الملك “أوسر كاف”، مؤسس الأسرة الخامسة، على يد بعثة أثرية مصرية بقيادة الدكتور زاهي حواس. هذا الكشف المهم في منطقة سقارة يضيف أبعادًا جديدة لفهمنا للحضارة المصرية القديمة.

اكتشاف مقبرة الأمير وسر إف رع في سقارة

تمكنت البعثة المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار من التنقيب في منطقة سقارة الأثرية لتكشف مقبرة الأمير “وسر إف رع”، وهي إحدى أبرز اكتشافات الأسرة الخامسة. تضم المقبرة قطعًا أثرية فريدة تشمل تماثيل وتمائم جنائزية ولوحات قرابين منحوتة بدقة عالية. الأمير “وسر إف رع” كان نجل الملك “أوسر كاف”، مما يجعل هذا الاكتشاف محوريًا في تسليط الضوء على ثقافة وتاريخ الدولة القديمة. إلى جانب المقبرة، عُثر على أدلة تفيد باستخدامها مجددًا في عصور مختلفة؛ مما يُبرز تطور الممارسات الجنائزية في مصر القديمة.

إعادة استخدام المقبرة في العصور المتأخرة

أوضحت الدراسات أن المقبرة لم تقتصر وظيفتها على الفترة القديمة فقط؛ بل استمرت العصور المتأخرة في الاستفادة منها. كشفت أعمال التنقيب عن تماثيل وقواعد قرابين تعود إلى الأسرة 26 المصنوعة من الجرانيت الأسود والأحمر. بالإضافة إلى ذلك، عُثر على خرطوش يحمل اسم الملك “نفر إير كا رع”، مما أضفى أبعادًا جديدة على المعلومات المتعلقة بالنظام السياسي والديني لعهد الأسرة الخامسة. هذه المكتشفات تقدم أفكارًا شاملة عن إعادة تدوير الموارد الأثرية واستخدامها لتحقيق أغراض متعددة خلال الفترات التاريخية المتلاحقة.

الكنوز الأثرية المكتشفة داخل مقبرة الأمير وسر إف رع

تضمنت المكتشفات داخل مقبرة الأمير “وسر إف رع” كنوزًا أثرية استثنائية مثل 13 تمثالًا مصنوعًا من الجرانيت الوردي يمتاز بتصميمه الفريد، بالإضافة إلى تماثيل لرؤوس شخصيات ملكية، بما في ذلك زوجات الأمير في وضعيات جلوس تعكس الجوانب الرمزية لعظمة العائلة المالكة. لم تقتصر القطع على الأسرة الخامسة فقط، بل تضمنت كذلك تمثالًا ضخمًا يعود لعهود العصور المتأخرة، مما يعزز الفهم التاريخي للدور الذي لعبته المقبرة في الربط بين عصر الدولة القديمة والفترات اللاحقة.

تعد مقبرة الأمير “وسر إف رع” إضافة عظيمة لسجل الاكتشافات الأثرية المصري. مع استمرار أعمال التنقيب، من المتوقع أن تُسفر هذه الجهود عن فهم أعمق للحقب القديمة، مما يعزز دور مصر كوجهة رئيسية للسياحة الثقافية بفضل كنوزها التاريخية الخالدة.