انتشار الدفع الإلكتروني عبر الهاتف المحمول في بيونغ يانغ.. ما الأسباب وراء هذه الظاهرة؟

تشهد كوريا الشمالية تحولًا ملحوظًا نحو الدفع الإلكتروني عبر الهاتف المحمول، مما يعكس التطورات السريعة في هذا القطاع. أصبح من الصعب العثور على مشترين في بيونغ يانغ يجلسون لدفع ثمن السلع والخدمات نقدًا. يُعرف نظام الدفع الإلكتروني هنا باسم “المحفظة الإلكترونية”، وهو نظام يتيح للمستخدمين الدفع ليس فقط في المتاجر والمطاعم، بل أيضًا لتسديد أجور وسائل النقل العامة وشحن رصيد الهاتف المحمول بسهولة وسرعة.

تزايد استخدام الدفع الإلكتروني في بيونغ يانغ

أفادت صحيفة “جوسون شينبو”، التي تصدر من اليابان وتمتاز بتغطيتها باللغة الكورية واليابانية، بأن انتشار نظام الدفع الإلكتروني عبر الهاتف المحمول في العاصمة بيونغ يانغ بدأ يكتسب زخمًا كبيرًا. يشير تقرير الصحيفة إلى أنه في الوقت الحالي، يعتبر استخدام النقد في المعاملات التجارية أقل شيوعًا، حيث يفضل المستهلكون الاعتماد على التقنيات الرقمية لتسهيل حياتهم اليومية.

أنواع أنظمة الدفع الإلكتروني المتاحة

توجد عدة أنظمة للدفع الإلكتروني في كوريا الشمالية، مثل “سامهيونغ” و”جيونسيونغ” و”مانمولسانغ”، وكل منها تقدم ميزات مختلفة تلبي احتياجات المستخدمين. اعتبرت هذه الأنظمة طفرة في طريقة التعاملات اليومية، إذ يستخدمها المواطنون لدفع تكلفة المشتريات، وكذلك للتنقل بين المدن بفضل دفع الأجرة إلكترونيًا.

بنك “هواوون” ودوره في تعزيز الدفع الإلكتروني

افتتح بنك “هواوون” الإلكتروني في أكتوبر من العام الماضي، وهو ما يعكس الجهود المبذولة من قبل الحكومة الكورية الشمالية لتوسيع نطاق الدفع الإلكتروني. وقد قام البنك بتثبيت أجهزة الصراف الآلي في الأماكن الحيوية مثل المتاجر الكبرى والمستشفيات والصيدليات، مما يزيد من عدد مستخدمي هذه الخدمة. تعتبر هذه الأجهزة مركزية في توفير خدمات مثل السحب والإيداع والتحويلات، والاستعلام عن الرصيد، بالإضافة إلى شحن رصيد المحفظة الإلكترونية. مع تزايد استخدام هذه الخدمات، يتضح أن هناك تحولًا كبيرًا نحو نظام مالي أكثر كفاءة وشفافية.

تحلل بعض الدراسات الوضع الاقتصادي في كوريا الشمالية، حيث يبدو أن الحكومة تستثمر في توسعة الدفع الإلكتروني كوسيلة لتعزيز سيطرة حزب العمال على الاقتصاد. تتيح المعاملات الرقمية تتبعทุก عملية بشكل دقيق، مما يعد وسيلة فعالة لرصد وتحليل الأنشطة الاقتصادية في البلاد. يبدو أن هذا التوجه نحو نظام دفع إلكتروني مرن وذكي هو جزء من استراتيجية أكبر تهدف لتحسين القدرة المالية والإدارية في كوريا الشمالية.

يشير كل هذا إلى أن الدفع الإلكتروني قد يمثل مستقبل الأسواق الكورية الشمالية، ويظهر مدى قدرة الحكومة على تحديث اقتصادها بشتى الطرق المتاحة.