كركوك واقتراب الانتخابات: هل تصبح مجددًا ساحة للطائفية والصراع القومي؟

تتجه الأنظار مجددًا نحو كركوك، المدينة العراقية متعددة الأعراق، مع اقتراب موعد الانتخابات. تعيش كركوك تحديًا متجددًا؛ فبينما ينعم سكانها بالتعايش اليومي في الأسواق والمؤسسات، تسعى بعض الأطراف السياسية إلى تأجيج الصراعات القومية والطائفية عبر خطابات مستفزة، ما يستدعي تدخلًا حكوميًا لحماية استقرار المدينة وسلامها الأهلي.

كركوك بين التعايش اليومي والسياسة المتأزمة

رغم كل ما يُثار سياسيًا عن كركوك، إلا أن الواقع اليومي يبرهن على تعايش سكانها. أكد الباحث السياسي عباس فاضل أن سكان كركوك يمارسون حياتهم الطبيعية بانسجام، وهو ما يمكن ملاحظته في الأسواق والجامعات وحتى المؤسسات الحكومية. لكنه أشار إلى أن الخطاب التصعيدي يأتي غالبًا من أطراف خارجية، تجهل طبيعة المكونات الاجتماعية في المدينة. ويُعزى هذا التأزم السياسي إلى محاولات استغلال كركوك كأداة في الحملات الانتخابية.

الفتنة السياسية سلاح قبيل الانتخابات

تشهد كركوك بروز خطابات طائفية وقومية متشنجة في كل موسم انتخابي. يُرجع المراقبون ذلك إلى رغبة بعض الأحزاب في توجيه الرأي العام نحو قضايا انقسامية، بهدف حصد مكاسب سياسية. وبحسب فاضل، فإن هذه الأطراف تحاول زعزعة التماسك المجتمعي من خلال استغلال التنوّع العرقي الذي لطالما كان مصدر قوة للمدينة. يُضاف إلى ذلك أن مثل هذه التصرفات تضر بالسلم الأهلي، ما يستدعي تدخل الدولة بحزم لضمان استقرار كركوك ودرء الفتنة.

جهود حكومية وأهمية وعي الأهالي

للحد من تأثير هذه الخطابات، دعا الباحث الحكومة العراقية والبرلمان إلى اتخاذ خطوات صارمة ضد أي جهة تستخدم الكراهية والتفرقة كأداة سياسية. وفي الوقت نفسه، أثنى على وعي سكان كركوك العالي، مؤكدًا أنهم يشكلون خط الدفاع الأول في مواجهة أي محاولات للعبث بأمن المدينة. رغم التحديات، لا تزال كركوك مثالًا للصمود بفضل تمسك سكانها بخيار التعايش.

ختامًا، كركوك تقف أمام اختبار جديد يؤكد أهمية التماسك والوعي المجتمعي في مواجهة محاولات التشويش السياسي، مع الحاجة إلى قرارات دولة حازمة لحماية النسيج المتجانس الذي تتمتع به المدينة.