صلاة التهجد في الحرم المكي: تعرف على التوقيت والأجواء الروحانية لشهر رمضان المبارك

تعرف على توقيت وأجواء صلاة التهجد في الحرم المكي الشريف

تعد صلاة التهجد في الحرم المكي الشريف من أعظم الصلوات التي ينتظرها المسلمون بشغف في شهر رمضان المبارك، حيث يمتزج الروحاني بجلال المكان، والأجواء الإيمانية بحشود المصلين الذين يلبون نداء الله عز وجل في أواخر الليالي المباركة.

توقيت صلاة التهجد في الحرم المكي الشريف

صلاة التهجد تُقام عادةً في الحرم المكي في العشر الأواخر من شهر رمضان، وهي تبدأ بعد صلاة التراويح بفترة قصيرة وتستمر حتى وقت السحر، قبيل أذان الفجر. يتم تقسيم صلاة التهجد في الحرم إلى عدة ركعات، يُقرأ فيها الإمام بخشوع وطول في التلاوة، مما يساعد على تدبر آيات الله سبحانه وتعالى. ويكون ختم القرآن الكريم عادة في إحدى ليالي التهجد، خاصةً ليلة وترية قد تكون ليلة القدر.

التوقيت المحدد لإقامة صلاة التهجد يتفاوت حسب اختلاف مواعيد صلاة العشاء والفجر، لكن الحرم المكي يعلن بشكل رسمي عن مواعيد الصلوات من خلال الجداول الزمنية التي يتم نشرها قبل حلول رمضان.

أجواء صلاة التهجد في الحرم المكي

تتميز أجواء الحرم المكي الشريف أثناء صلاة التهجد بمزيج رائع من السكينة والخشوع. آلاف المصلين يأتون من مختلف أنحاء العالم ليشهدوا هذه اللحظات ويعيشوا قرب الله في أطهر بقاع الأرض. المكان يكتسي روحانية لا تُوصف، حيث يملأ صوت القرآن الكريم أرجاء الحرم، بينما يبكي الناس خشية وخشوعًا بين يدي الله.

الإضاءة الهادئة وأصوات تسبيح المصلين في كل ركن تضفي جوًّا مفعمًا بالروحانية، بينما تتناثر الدموع من أعين كثيرة راغبة في مغفرة الله ورضاه. أما في ليلة ختم القرآن، فتغيب الكلمات لوصف المشهد المهيب في الحرم، إذ ينبض المسجد بأصوات الدعاء الجماعي الذي يرتفع بعد ختم التلاوة.

النصائح لزوار الحرم أثناء التهجد

لأداء صلاة التهجد في الحرم المكي وسط هذا العدد الكبير من المصلين، يُنصح بالوصول مبكرًا ليجد الزائر مكانًا مناسبًا للجلوس، وإحضار سجادة صلاة صغيرة. كما يُفضل الالتزام بالتعليمات التنظيمية التي يوفرها العاملون في الحرم لتيسير دخول وخروج المصلين، وللحفاظ على النظام.

صلاة التهجد في الحرم المكي ليست مجرد عبادة، بل هي تجربة إيمانية فريدة تترك أثرًا عميقًا في النفس. هي لحظات يتقرب فيها المسلم من ربه، يناجيه ويطلب عفوه ورحمته. وإذا كان للشهر الفضيل جماله الخاص، فإن صلاة التهجد في رحاب الحرم تسطر أجمل لحظات ذلك الجمال.

في ختام المقال، نستذكر دعوة الله في القرآن الكريم لعباده: "وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا" [سورة الإسراء: 79]. فلنجعل من صلاة التهجد فرصة لتجديد العهد مع الله، والبوح بجميع الأمنيات والدعوات، عسى أن ننال من فيوض رحمته وبركاته.