استقرار أسعار النفط بعد انخفاض كبير في مخزونات النفط الأمريكية يدفع الأسواق للترقب

حافظت أسعار النفط العالمية على مكاسبها وسط ترقب الأسواق لتطورات العرض والطلب. انخفاض مخزونات النفط الخام الأمريكية لأدنى مستوياتها منذ ديسمبر دفع الأسعار للصعود مدعومة بمخاطر تعطل الإمدادات. وبالرغم من تقلب الأسعار، فإن التحليلات تشير إلى استمرار التحذيرات من تزايد المعروض العالمي مما قد يؤثر على المدى الطويل.

مكاسب النفط مدعومة بانخفاض المخزونات

شهد خام “برنت” ارتفاعاً ملحوظاً حيث استقر قرب 74 دولاراً للبرميل، مدعوماً بتقارير حول انخفاض المخزونات الأمريكية بمقدار 3.34 مليون برميل رادار الماضي. هذا الانخفاض يشير إلى احتمالات نقص المعروض على المدى القريب، مما انعكس إيجابياً على أسواق النفط. ومع ذلك، فقد شهد خام “غرب تكساس” الوسيط هبوطاً إلى ما دون 70 دولاراً للبرميل.

انخفاض مخزونات البنزين أيضاً يُعد مؤشراً مهماً على توجه الأسواق نحو تراجع المعروض المحلي، مما يعزّز مخاوف التحوط ضد نقص الإمدادات العالمية.

عقوبات عالمية وتأثيرها على الإمدادات

في ظل العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على دول منتجة مثل إيران وفنزويلا، يتزايد القلق حيال انقطاع الإمدادات في المستقبل. هذه التطورات دفعت المتداولين إلى شراء خيارات النفط الصعودية كوسيلة للحماية من ارتفاع الأسعار المحتمل. منذ مارس، أصبح السوق أكثر حساسية للعوامل الجيوسياسية، وقد لعبت هذه المسائل دوراً محورياً في اتجاه أسعار النفط نحو الصعود.

ومن الجدير بالذكر، أن هذه المخاطر قد تُعمّق أزمة المعروض في حال استمرار الضغوط الدولية دون تخفيف.

تشاؤم بشأن الأسعار رغم المخاطر

رغم المكاسب الأخيرة، تظل التوقعات متشائمة لدى كبرى شركات تجارة النفط. ارتفاع الإنتاج من الدول خارج تحالف “أوبك+” من أبرز العوامل التي قد تسهم في تراجع الأسعار. التحالف يخطط لزيادة الإنتاج مجدداً في محاولة لتحقيق استقرار أعمق للسوق، لكن المتداولين يعتقدون أن زيادة العرض العالمي قد تُضعف تأثير تلك الجهود.

ختاماً، تتأرجح أسواق النفط بين مخاوف نقص المعروض وزيادة ضخ الإنتاج، ويبقى الترقب سيد الموقف لمستقبل الأسعار عالمياً.