السغروشني: نجاح التحول الرقمي في التعليم يحتاج تعاون القطاعين العام والخاص لتحقيق أهداف مشتركة

يشهد التعليم المغربي تحولاً رقمياً استراتيجياً يتطلب تضافر الجهود من مختلف الجهات لتحقيق نتائجه المرجوة. وفقاً لما أكدته الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أمل الفلاح السغروشني، فإن هذا التغيير لا يمكن أن يكون حكومياً فقط، بل يحتاج إلى تعبئة جماعية تشمل الشركات الناشئة، الجامعات، الباحثين، والمستثمرين لخلق انسجام بين المساهمين المختلفين بما يتماشى مع الأولويات الوطنية.

التحديات التي تواجه التحول الرقمي في التعليم

تحدثت الوزيرة عن عقبات رئيسية تقف أمام تنفيذ الرؤية الرقمية في قطاع التعليم. التحدي الأول يتمثل في صعوبة “المواءمة الاستراتيجية” حيث قد لا تتناسب وتيرة الابتكار والنماذج الاقتصادية مع طبيعة واحتياجات التعليم العمومي. أما التحدي الثاني فيتمثل في إدماج غير الحكوميين مثل الباحثين والشركات التكنولوجية في العملية التعليمية، وهو أمر يتطلب أطر عمل تسهل التعاون وتساعد على تحويل الابتكار الأكاديمي إلى حلول عملية.

مبادرات وطنية تدعم التحول الرقمي التعليمي

لمواجهة هذه التحديات، أطلقت الحكومة المغربية العديد من المبادرات التي تسهم في تعزيز التعليم الرقمي. ومن أبرزها الشبكة الوطنية لمعاهد “جزاري” الخاصة بالذكاء الاصطناعي، التي تهدف إلى بناء شراكات مستدامة بين الأكاديميا والابتكار الرقمي. إضافة إلى ذلك، أنشأت وزارة التعليم “المختبر الرقمي” لتعزيز الأبحاث التكنولوجية ومدارس “يو كود” للتكوين في مجالات البرمجة وتقنيات المعلومات.

رؤية المغرب الرقمي 2030

يعد التعليم الرقمي أحد ركائز برنامج “المغرب الرقمي 2030”، الذي يهدف إلى تحسين الخدمات العامة وتعزيز السيادة التكنولوجية. كما أكدت السغروشني أن الاستثمار في التكنولوجيا في التعليم يُعتبر أولوية واضحة لضمان تحديث مهارات الشباب. من بين هذه الجهود، إنشاء أكثر من 140 شعبة متعلقة بالتكنولوجيا الرقمية في الجامعات، إلى جانب برنامج “جوب إن تيك” الذي يستهدف تدريب 15 ألف شاب في المهن الرقمية بحلول عام 2026، مما يعكس التزام المغرب بتأهيل الأجيال القادمة وتسهيل دخولهم إلى سوق العمل الرقمي.