جامعة صنعاء تُعلن تعيين دبّاس بدلاً من عبّاس في منصب قيادي

جامعة صنعاء وإقالة الدكتور القاسم عباس شرف الدين في ظل الحوثيين: حقيقة العملية والتداعيات الأكاديمية

في 16 أبريل 2025، أصدر الحوثيون قرارًا بإقالة الدكتور القاسم عباس شرف الدين، رئيس جامعة صنعاء المعين منذ 2019، واستبداله بالدكتور محمد البخيتي من كلية الهندسة، في خطوة أثارت جدلاً واسعًا. قرار الإقالة هذا يحمل في طياته أكثر من مجرد تغيير إداري، فهو يعكس ديناميات السلطة داخل البيئة الأكاديمية تحت النفوذ الحوثي.

تحليل إقالة الدكتور القاسم عباس شرف الدين في جامعة صنعاء وتعقيدات التعيينات الحوثية

إقالة الدكتور القاسم عباس شرف الدين من رئاسة جامعة صنعاء ليست سوى تغيير في أدوات تدير مؤسسة تعليمية تخدم مشروعًا سياسياً بالأساس، يتسم بطابع كهنوتي وسلالي. الجديد في المنصب، الدكتور محمد البخيتي، لم يأتِ عبر منافسة حرة أو ترشح يقوم على المعايير الإدارية والعلمية المعتادة؛ بل كغيره من الوجوه، هو جزء من مسلسل تبديل الوجوه داخل المنظومة، حيث تُدار الكليات والجامعة كملكية خاضعة للحوثيين، لا مؤسسات تعليمية مستقلة. المبادئ العلمية والتقاليد الأكاديمية التي تُفترض أن تحكم مثل هذه التعيينات لا تلعب دورًا حقيقيًا هنا، بل تُستبدل بقرارات تتماشى مع المشروع السياسي الحوثي.

أداء الدكتور القاسم عباس شرف الدين في جامعة صنعاء وأثره على الأكاديميين والجامعة

يُشير التاريخ الأكاديمي لجامعة صنعاء خلال فترة رئاسة الدكتور القاسم عباس شرف الدين إلى واقع مظلم في حقبة الحوثيين، فهو يُعد أحد أكثر الإداريين جدلاً في تاريخ الجامعة. منذ سبتمبر 2016، يعاني الأساتذة والإداريون من حرمان مستمر من مرتباتهم وحقوقهم، مما يشكل انتهاكًا صريحًا لحقوقهم. الدكتور القاسم، بدلاً من العمل على تحسين الأوضاع، قام بمنح أجور ساعات تدريس وهمية لا تغطي سوى جزء ضئيل من الاحتياجات المالية للأساتذة، وفي الوقت ذاته، يختار الحوثيون بعناية المواد وعدد الساعات التي تُصرف لأشخاص محددين يرضون سياستهم، محرمين بذلك الآخرين، تاركين لهم فتاتاً يُشعرهم بأن هذا تقديم ثم رفع العتب.

وأكثر من ذلك، ينقل الدكتور القاسم الادعاء بارتقاء الكادر الأكاديمي وتحقيق الاعتماد الأكاديمي “الذهبي” للجامعة، إذ ما كان هذا الاعتماد سوى امتيازات لدوائر داخلية تتسم بالموالاة والسمع والطاعة، حيث جرى التسهيل على عدد محدد من الكليات والمراكز التي تنتمي لنفس الحاضنة الفكرية، دون وجود معايير موضوعية شفافة.

الرسوم الأكاديمية والتعمق في معاناة الطلاب والأساتذة في جامعة صنعاء تحت إدارة الدكتور القاسم

الدراسة التي أُعدت لرصد الأوضاع تبرز بشدة ارتفاع رسوم الدراسات العليا في جامعة صنعاء خلال عهد الدكتور القاسم عباس شرف الدين، وهي رسوم أثقلت كاهل الطلاب وعائلاتهم، وبرزت بشكل خاص في كلية طب الأسنان التي كان يشغل فيها عمادة بين 2012 و2018. في ما يلي جدول يوضح الفوارق المذهلة في الرسوم الدراسية خلال تلك الفترة:

الدرجة العلمية الرسوم في كلية طب الأسنان (ريال يمني قديم)
الماجستير 1,500,000
الدكتوراه 4,020,000

هذه الرسوم ليست مجرد أرقام، بل تمثل عبئًا مباشرًا على كاهل الطالب وأسرته، خصوصًا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة. فضلاً عن ذلك، كانت إدارة الجامعة تحت إصرار الدكتور القاسم تفرض هذه الرسوم بدون أي استثناءات أو دعم للطلاب المحتاجين، مما صبغ البيئة الأكاديمية بظلال من التمييز والظلم.

  • حرمان سنوات طويلة من مرتبات الأساتذة والإداريين
  • منح أجور وهمية للساعات التعليمية لأشخاص معينين فقط
  • رفع غير مبرر لرسوم الدراسات العليا والأشراف على حساب الطلاب
  • تزييف وادعاءات بتطوير الجامعة والحصول على الاعتماد الأكاديمي غير الموضوعي

مما يجعل من الصعب تصديق الروايات التي تروج لتحسين أوضاع الجامعة خلال هذه الحقبة. فالذي حدث كان لاستغلال الإمكانات والموارد الأكاديمية من أجل تقوية سلطة الحوثيين، وابتزاز الطلاب وذويهم ماليًا بدلاً من تقديم خدمة تعليمية ترتقي بالجامعة.

الدفاع عن هذه الإدارة والتبشير بتغيير وجه رئاسة جامعة صنعاء لا يعدو كونه محاولات لتجميل صورة واقع مأساوي يمر به نظام التعليم العالي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، حيث تسلط الرموز السائدة لا يخدم سوى الغايات السياسية، ولا يصنع معيارًا حقيقيًا للتقدم الأكاديمي.