لفهم ارتفاع سعر الفضة: كيف أثرت توقعات سعر الفائدة الأمريكي؟

كيف كانت توقعات سعر الفائدة الأمريكي وراء ارتفاع سعر الفضة؟ شهدت أسعار الفضة ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات يوم الأربعاء، حيث وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ سبتمبر 2011، مدعومة بزيادة الإقبال الاستثماري وتحسن شهية الأسواق تجاه المعادن الثمينة، وفقًا لتقرير مركز «الملاذ الآمن» للأبحاث، ما يؤكد أثر توقعات سعر الفائدة الأمريكي بشكل مباشر على تحركات سعر الفضة محليًا وعالميًا.

توقعات سعر الفائدة الأمريكي وتأثيرها على تحركات سعر الفضة محليًا وعالميًا

ارتفع سعر جرام الفضة عيار 800 محليًا بنحو جنيه ليصل إلى 54 جنيهًا، وبلغ سعر عيار 999 نحو 67 جنيهًا، في حين ارتفع عيار 925 إلى 62 جنيهًا، كما سجل جنيه الفضة (عيار 925) نحو 496 جنيهًا، وهذا يعكس الأثر القوي لتوقعات سعر الفائدة الأمريكي على السوق المحلية للفضة؛ حيث يسهم انخفاض أو تثبيت معدل الفائدة في جذب المستثمرين نحو المعادن النفيسة باعتبارها ملاذًا آمنًا في ظل حالات عدم اليقين الاقتصادي.

على المستوى العالمي، ارتفعت أوقية الفضة بنحو دولار لتصل إلى 39.37 دولارًا، وهو أعلى سعر تسجله منذ أكثر من 13 عامًا، وحققت الفضة مكاسب تقارب 37% منذ بداية عام 2025، مما يجعلها من بين أفضل الأصول أداءً هذا العام، حيث يلعب تثبيت سعر الفائدة الأمريكي المرتقب دورًا رئيسيًا في تحفيز الأسواق على الاستثمار في المعادن الثمينة كوسيلة تحوط ضد التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية.

العوامل المرتبطة بتوقعات سعر الفائدة الأمريكي ودورها في صعود سعر الفضة

يرتبط ارتفاع سعر الفضة بتعدد عوامل، يأتي على رأسها توقعات سعر الفائدة الأمريكي التي تشير إلى احتمالية تثبيت أسعار الفائدة خلال اجتماع الفيدرالي القادم نهاية هذا الشهر؛ فثبات الفائدة يقلل من عزوم المستثمرين على الأصول ذات العوائد المرتفعة، ويعزز من الطلب على المعادن النفيسة.

إضافة إلى ذلك، تعزز المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي طلب المستثمرين على الفضة باعتبارها ملاذًا آمنًا، كما يؤكد مراقبون على دور اضطراب سلاسل التوريد وتزايد الطلب الصناعي، لاسيما من قطاعات الطاقة الشمسية والتكنولوجيا، في دعم أسعار الفضة مستفيدين من تقلص المعروض العالمي.

التالي بيان يوضح أهم العوامل الداعمة لارتفاع سعر الفضة:

  • تزايد الطلب الاستثماري بعد توقعات تثبيت سعر الفائدة الأمريكي
  • المخاوف الاقتصادية العالمية والتوترات الجيوسياسية
  • اضطرابات سلاسل التوريد وتراجع المعروض العالمي من الفضة
  • ارتفاع الطلب الصناعي، خصوصًا في قطاعات التكنولوجيا والطاقة الشمسية

مستقبل سعر الفضة في ضوء توقعات سعر الفائدة الأمريكي والأداء مقابل الذهب

شهدت نسبة الذهب إلى الفضة تراجعًا إلى 87.16 مقابل 87.32 في الجلسة السابقة، مما يدل على تفوق أداء الفضة نسبيًا مقارنة بالذهب خلال الفترة الأخيرة، ويعكس ذلك تأثير توقعات سعر الفائدة الأمريكي على تحفيز الطلب على الفضة بشكل أكبر.

يُشير تقرير «الملاذ الآمن» إلى استمرار الاتجاه الصاعد للفضة بدعم عدة مؤشرات خارجية، من بينها:

العامل التأثير المتوقع
انخفاض العائد على السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات (4.42%) وعامين (3.87%) زيادة جاذبية المعادن النفيسة كالفضة
توقعات بنك «سيتي» بوصول سعر الفضة إلى 40 دولارًا خلال 6-12 شهرًا فرصة لتخطي 46 دولارًا بالربع الثالث من عام 2025
استمرار تقييم الفضة منخفضًا مقابل الذهب بنسبة حالية 87.3 إمكانية صعود حاد لأسعار الفضة إذا عادت النسبة إلى المتوسط التاريخي (53)

تُظهر البيانات التاريخية تعديلًا بالقيمة الحالية أن ذروة سعر الفضة في عام 1980 تعادل نحو 197 دولارًا للأوقية، بينما بلغت في 2011 نحو 71 دولارًا، مما يدل على أن الأسعار الحالية في نطاق 38-39 دولارًا لا تزال منخفضة نسبيًا، وتُتيح هامشًا واسعًا لمزيد من الارتفاعات خلال الفترة المقبلة، مدعومة بتوقعات سعر الفائدة الأمريكي التي تخلق بيئة مثالية لاستمرار الطلب على الفضة في الأسواق العالمية.