النفط يقترب من أعلى مستوى شهري مع استمرار القلق بشأن تراجع الإمدادات في الأسواق

ارتفعت أسعار النفط اليوم الأربعاء، لتصل إلى أعلى مستوياتها في نحو شهر، مدفوعة بمخاوف جديدة بشأن الإمدادات العالمية. جاء هذا الصعود في الأسعار نتيجة لتوسيع الولايات المتحدة عقوباتها على صادرات النفط الفنزويلية والإيرانية، إضافة إلى انخفاض كبير في مخزونات الخام الأميركية. ويدعم هذا الوضع توقع استمرار الطلب القوي على النفط وسط تعقيدات الأسواق العالمية.

ارتفاع أسعار النفط بفعل العقوبات والعرض

شهدت عقود خام برنت الآجلة ارتفاعًا بمقدار 60 سنتًا، أو نسبة 0.79%، لتصل إلى 73.60 دولارًا للبرميل، وهو أعلى مستوى سعري منذ ثلاثة أسابيع. أما خام غرب تكساس الوسيط الأميركي، فقد صعد 58 سنتًا، أو بنسبة 0.84%، ليحقق 69.58 دولارًا للبرميل في أحدث تعاملات. المحللة بريانكا ساكديفا من شركة فيليب نوفا علقت بأن الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة لتعزيز عقوباتها ضد النفط الفنزويلي أثارت مخاوف بشأن استقرار العرض، مما دفع الأسعار نحو الصعود.

الهجمات على العرض تأتي كجزء من سياسة فرض الرسوم التي تبنتها إدارة ترامب، والهادفة إلى معاقبة الدول التي تستورد النفط الفنزويلي والإيراني. وتركز العقوبات الأميركية الأخيرة على كيانات صينية، مثل مصافٍ خاصة، إضافة إلى تدابير تستهدف الشحن البحري المرتبط بهذه التجارة.

دور انخفاض المخزونات الأميركية في تعزيز الأسعار

تلقت أسعار النفط دفعة إضافية نتيجة تقارير رسمية تشير إلى انخفاض كبير في مخزونات الخام الأميركية، حيث أعلن معهد البترول الأميركي عن انخفاض بمقدار 4.6 ملايين برميل خلال الأسبوع الماضي. وإذا أكدت البيانات الرسمية هذا الانخفاض، فسيكون الأكبر منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، مما يعزز التفاؤل بعودة ارتفاع الطلب.

رغم ذلك، تسهم التطورات الدولية، مثل الاتفاقيات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا، في تخفيف بعض الضغوط. ويتوقع أن يستمر تقلب الأسواق مع فرض المزيد من الرسوم الأميركية الأسبوع المقبل.

التحديات المستقبلية لأسواق النفط

على الرغم من الصعود الحالي، لا تزال أسعار النفط أقل بنحو 15% مقارنة مع مستوياتها القصوى في يناير الماضي. يشير ذلك إلى استمرار الضغط على الأسواق العالمية بفعل الرسوم الجمركية وسياسات العقوبات. يلجأ المتداولون إلى التحوط بخيارات النفط لتجنب المخاطر الناتجة عن قفزات الأسعار غير المتوقعة.