واشنطن ونيكاراغوا تعلنان انسحابهما من اليونسكو.. جدل حول أزمة هيكلية داخل المنظمة

انسحاب واشنطن ونيكاراغوا من اليونيسكو يسلط الضوء على أزمة هيكلية داخل المنظمة تعاني منها اليونيسكو منذ بداية عام 2025، بعد انسحاب دولتين من عضويتها، وهو ما أكد عليه كيريل رينزا، القائم بأعمال مندوب روسيا لدى المنظمة، مشيرًا إلى أن الأمانة العامة تواجه صعوبة بالغة في التعامل مع هذه الأزمة الحادة التي تهدد مصير المنظمة.

تداعيات انسحاب واشنطن ونيكاراغوا من اليونيسكو وأثرها على الاستقرار الداخلي

أوضح كيريل رينزا في تصريحات لوكالة “تاس” الروسية أن خروج الولايات المتحدة في يوليو، ونيكاراغوا في مايو، يعكس تهاوي التوافق بين أعضاء اليونيسكو، حيث تعتمد المنظمة، بصفتها منتدى إنسانيًا دوليًا، على التزام الدول الأعضاء لضمان سير أعمالها بسلاسة؛ لكن انسحاب دولتين في عام واحد يؤكد وجود أزمة عميقة تتجاوز قدرة الأمانة العامة على معالجتها. وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن هذه الأزمة الهيكلية نابعة من غياب “روح التوافق” داخل المنظمة، مع تصاعد محاولات بعض الدول الغربية لفرض قرارات ذات طابع سياسي على جدول الأعمال، مما يُهدد جو التعاون الذي كان يُسود سابقًا.

الأثر السياسي والمالي لانسحاب واشنطن من اليونيسكو وأزمته الهيكلية

تطرق رينزا إلى الأبعاد السياسية والمالية لهذا الانسحاب، موضحًا أن القرار الأمريكي يترك أثرًا واضحًا على المنظمة، إذ يقطع صوتًا مهمًا تمثّل منطقة جغرافية واسعة داخل صنع القرار باليونسكو. من الناحية المالية، يحرم الانسحاب المنظمة من المساهمات الأمريكية المتراكمة التي تجاوزت 600 مليون دولار بسبب توقف واشنطن عن دفع اشتراكاتها منذ عام 2011، وهو ما يعمّق الأزمة الهيكلية في اليونيسكو ويقلل من مواردها المالية الضرورية. كما أكد رينزا أن تصريحات المديرة العامة أودري أزولاي حول استقرار الوضع المالي لا تعكس واقع الأزمة، لافتًا إلى أن الخروج الأمريكي يهدد استمرارية عدد من المشاريع والبرامج الحيوية التي تعتمد على الدعم المالي الأمريكي.

تحديات اليونيسكو بين الالتزامات الدولية والأزمات الهيكلية المتجددة

تعكس هذه التطورات أزمة عميقة في هيكل عمل اليونيسكو، إذ يحذر القائم بأعمال مندوب روسيا من أن أزمة انسحاب واشنطن ونيكاراغوا ليست مجرد أزمة فردية، بل نتيجة تراكمات متعلقة بفقدان روح التوافق بين الأعضاء وصعوبة الأمانة العامة في إدارة التوترات السياسية المؤقتة. تشمل هذه التحديات:

  • انعدام التوافق السياسي بين الدول الأعضاء وتأثيره على صنع القرار
  • التأثير السلبي لفقدان تمويلات هامة تؤدي إلى تعثر المشاريع والبرامج
  • تصاعد الطابع السياسي في قرارات المنظمة على حساب الأهداف الإنسانية والتعليمية
العنصر التفاصيل
الدول المنسحبة الولايات المتحدة (يوليو 2025)، نيكاراغوا (مايو 2025)
الديون الأمريكية المتراكمة أكثر من 600 مليون دولار (منذ 2011)
تأثير الانسحاب تراجع التوافق، أزمات مالية، تعطيل البرامج

تشكل الأزمة الهيكلية التي باتت تواجهها اليونيسكو اختبارًا حقيقيًا لكفاءة الإدارة الحالية وفاعلية الأمانة العامة، التي تجد نفسها عاجزة عن حل النزاعات السياسية المتفاقمة بين الأعضاء، مما يهدد المكانة الدولية للمنظمة وقدرتها على تحقيق أهدافها في مجالات التربية والثقافة والعلوم. يبقى التساؤل قائمًا حول قدرة اليونيسكو على استعادة وحدة التوجه والتغلب على هذه الأزمة من خلال تعزيز روح التوافق والتزام الدول بمسؤولياتها تجاه المنظمة.