المشهد اليمني يكشف تفاصيل تشيع ‘‘هيكل’’ الخفي وتأثيره على الوضع الحالي

خلفاء بني أمية بين الحقيقة والادعاء: ماذا قال محمد حسنين هيكل عن خلفاء بني أمية؟

في مقابلة مع الإعلامية لميس حديدي على قناة CBC، صرح الأستاذ محمد حسنين هيكل قائلاً: “خلفاء بني أمية كانوا كلهم لا يصلون ولا يصومون”، وهو تصريح أثار جدلاً واسعاً لما فيه من إساءة تاريخية وجهل واضح بحق تلك المرحلة المهمة في تاريخ الإسلام.

خلفاء بني أمية في التاريخ ودورهم الديني والسياسي

ادعاء هيكل بأن خلفاء بني أمية جميعهم لم يصلوا ولا يصوموا يتجاهل الحقائق التاريخية العميقة، خاصة أن أول خلفاء بني أمية هو الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه، الذي كان ثالث الخلفاء الراشدين وزوج ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم. كذلك، فإن الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبدالعزيز هو من أبرز خلفاء بني أمية، المعروف بورعه وتقواه. منذ عهد أبي بكر الصديق، كان الخليفة إمامًا في الصلاة وخطيبًا للمسلمين، وهذا الأمر استمر حتى في فترة حكم معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، الذي كان يخطب كل يوم جمعة حتى مرض وكبر سنه.

يبقى السؤال: كيف يمكن وصف خلفاء بني أمية بأنهم تخلّوا عن أركان الإسلام الأساسية مثل الصلاة والصيام، بينما كانت عهدتهم فترة شهدت توسعات وفتوحات امتدت من شرق الصين إلى جنوب فرنسا، مسجلة انتشارًا واسعًا للإسلام وقيمه؟! إن الفتوحات تعني نشر الإسلام وشريعته، وهذا يعد دليلاً قوياً على تمسكهم بتلك التعاليم بدل إنكارها.

محمد حسنين هيكل وتتبعه للتشيع الإيراني وتأثيره على رؤيته التاريخية

شخصياً، أعترف أنني كنت من أشد المعجبين بالأستاذ هيكل، قرأت كتبه واستمتعت بمحاضراته، وحتى متابعة حلقاته عبر الجزيرة، لكن تأثري به لم يمنعني من رؤية التحيز الواضح في مواقفه واتهامه التاريخي لخلفاء بني أمية. لقد كان هيكل من أهم المروّجين للتشيع الإيراني في مصر والعالم العربي، حيث تربطه صداقة حميمة مع الخميني منذ لقائهما في فرنسا، مرورًا بزياراته المتكررة لطهران وبيروت، وعلاقته الوثيقة بحسن نصر الله. لم يكن بخفيّ عليه موقفه الإيجابي من السياسات الإيرانية، بل كان يفاخر بما قدمه الخميني للعرب، ناقلاً عنه قوله: “ماذا يريد مني العرب أكثر مما قدمت لهم؟” معتمدًا على إدعاءات تنتقص من واقع الحال كما أن اللغة العربية هي لغة رسمية ثانية في إيران، كما يزعم وجود السفارة الفلسطينية في طهران، وهو وجهة نظر سطحية تتناسى واقع العداء من قبل السلطات الإيرانية تجاه العرب.

في الواقع، إيران لم تقدم أي مبادرات فعالة لدعم القضية الفلسطينية داخل منظمة التعاون الإسلامي أو الأمم المتحدة ولا حتى الجامعة العربية، بل على العكس، فقد أرسل الخميني دعماً غير مباشر من خلال سرقة وثائق “حلف بغداد” وتهدئتها للأستاذ هيكل. وهذا ما يؤكد تبني هيكل للسرديات الشيعية بشكل قاطع، وهو ما ينعكس في بعض مواقفه الساخرة تجاه أهل السنة الذين يراهم أعداءً للشيعة.

الحياد تجاه الأحداث العربية وتأثير هيكل على الرأي العام

يتضح من مواقف هيكل أنه ظلّ ينتقد العرب بشكل مستمر، ولا سيما دول الخليج، وخصوصًا السعودية، متهمًا إياهم بكل ما يقترنه من أزمات المنطقة، بينما يبرئ إيران من أي أخطاء ويصوّرها ككيان صديق أو حامي للبيئة السياسية، وهو أمر لا يستقيم مع معرفة تحالف إيران مع إسرائيل واحتضانها الجماعات المسلحة التي استهدفت العرب.

من أشهر قصصه المزعجة، حكاية رفضه أكل لحم الجمل أثناء ضيافة عند الملك فيصل، ليصور السعوديين بصورة بدائية، متناسين أن لحم “الحاشي” وهو الجمل الصغير يعد من أطيب اللحوم وأقلها ضرراً من الناحية الصحية. هيكل يغفل أيضًا عن السرد الدقيق لكارثة العراق بعد الاحتلال الأمريكي، حيث يبرر كل ما حدث بسبب العرب تحديدًا، متجاهلًا الوجود الإيراني والسياسات الطائفية التي دمرت البلاد.

وفي مطلع الألفية الثالثة، أقر هيكل بأنه نظم استقبالًا للرئيس الإيراني محمد خاتمي في مكتبه بالقاهرة، وحضر الحفل نحو 25 من المؤثرين والأكاديميين والإعلاميين، بهدف توجيه الرأي العام المصري نحو التشيع وتجميل وجه إيران، وهو أمر يعكس توجهه السياسي والثقافي وتياره الذي ظل يفرض نفسه على الساحة العربية.

هيكل الذي استهدف الرئيس المصري الراحل أنور السادات وكان محل نقد شديد من قبله، لم يغضب حين أطلقت إيران شارعاً باسم قاتل السادات، مما يطرح تساؤلات عميقة بشأن ولائه ومواقفّه السياسية، في الوقت الذي ما انفك فيه يهاجم دول الخليج.

  • اتهام خلفاء بني أمية بعدم الصلاة والصيام
  • تحيّز هيكل الواضح تجاه التشيع الإيراني
  • محاولات هيكل للتأثير على الرأي العام العربي
الحدث النتيجة
تصريح هيكل عن خلفاء بني أمية اتهامهم بعدم الالتزام بأركان الإسلام
استقبال خاتمي في مصر توجيه الرأي العام نحو التشيع الإيراني
رؤية هيكل لمعركة العراق ما بعد الاحتلال اتهام العرب بحدوث الانهيار وإزاحة إيران من المسؤولية

يجب والتوقف ملياً عند سرديات محمد حسنين هيكل التي تعكس زاوية محددة في التاريخ والسياسة، حيث يتبنى سرديات تنطوي على انتقاص من رموز الإسلام والسنّة، بينما يميل إلى تسويق التشيع الإيراني بوصفه مشروعاً نجح في المنطقة، متجاهلاً تاريخه المعقد وتأثيره السلبي في الدول العربية. هذا الانحياز وكذلك التجاهل الكبير للحقائق التاريخية والأحداث السياسية الهامة، تجعل من قراءة أفكاره ومواقفه مرحلة يجب التعامل معها بحذر وبنقد موضوعي، بعيدًا عن المديح الأعمى أو الرفض القاطع. وجاءت مواقف هيكل هذه لتؤكد أن التاريخ يجب أن يُروى بأمانة وصدق، بعيدًا عن التزييف أو التهويل، مع احترام مكونات الأمة ومصالحها العليا.