لسعال المستمر.. أسباب واضحة وعلاج فعال بخطوات بسيطة

السعال المستمر هو حالة طبية مزمنة تستمر لأكثر من ثمانية أسابيع، وقد يشير إلى وجود اضطراب صحي يتطلب علاجًا متخصصًا، خصوصًا إذا لم يختفِ مع العلاجات التقليدية؛ تشمل أعراضه الرئيسية الحمى، انسداد الأنف، حكة والتهاب الحلق، بالإضافة إلى حرقة المعدة التي ترافقه أحيانًا.

فهم السعال المستمر وأعراضه المتعددة

السعال المستمر يختلف عن السعال العادي المعتاد الذي يدوم لأسبوع أو شهر فقط، فهو حالة تستوجب البحث الجدي عن الأسباب الجذرية. بجانب استمرار السعال لفترة طويلة، قد يشعر المريض بأعراض ملحوظة تشمل الحمى المتقطعة، انسداد الأنف أو زيادته مع سيلان، حكة مزعجة في الحلق والانزعاج الناتج عن التهاب الحلق، إضافة إلى الشعور بحرقة في المعدة. هذه الأعراض لا تظهر منفردة بل تترافق مع السعال المستمر، مما يستلزم فحصًا شاملاً لتحديد السبب الدقيق وراء استمرار هذا العرض.

أسباب السعال المستمر متعددة ومتشعبة

يرتبط السعال المستمر بشكل رئيسي بعدة أسباب صحية تتعلق بالجهاز التنفسي والهضمي وأحيانًا الجهاز المناعي. من الأسباب الشائعة للحالة المزمنة السعال المستمر هي الربو الذي يؤدي إلى تضييق مجرى الهواء، والتنقيط الأنفي الخلفي، حيث يتدفق المخاط من الأنف إلى الحلق، بالإضافة إلى الارتجاع المعدي المريئي الذي يتسبب في التهاب المريء وتحفيز السعال.

  • ردود الفعل التحسسية: يُعد السعال رد فعل طبيعي تجاه مؤثرات تحسسية مثل الغبار أو تغيرات في درجة الحرارة أو بعض الأطعمة، مما يؤدي إلى سعال جاف مستمر قد يتحول إلى حالة مزمنة في بعض الحالات.
  • اضطرابات الجهاز التنفسي: أمراض متعددة قد تكون السبب في السعال، منها الربو، السعال الديكي، التهاب الشعب الهوائية، توسع القصبات الهوائية، العدوى الفطرية والرئوية، أيضًا أمراض خطيرة مثل السل وسرطان الرئة تندرج ضمن هذه الأسباب.
  • زيادة الوزن أو السمنة: تشير الدراسات إلى أن الأشخاص ذوي مؤشر كتلة جسم مرتفع يتضاعف لديهم احتمال الإصابة بالسعال المستمر نتيجة ارتباط السمنة بمشاكل الارتجاع المعدي المريئي وحدوث تهيج مجاري التنفس.
  • تناول أدوية ارتفاع ضغط الدم: تستخدم أدوية مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، مثل الكابتوبريل، في علاج ارتفاع الضغط، إلا أنها قد تسبب سعالًا مزمنًا جافًا عند بعض الأشخاص.

ومن الجدير بالذكر أن ارتجاع المريء قد يسبب السعال المستمر بأكثر من طريقة؛ إما عن طريق تحفيز أعصاب الحلق، أو استنشاق الحمض المعدي الصاعد، ما يؤدي إلى تهيج المسالك التنفسية.

تشخيص وعلاج السعال المستمر: الطرق الضرورية والفعالة

لتشخيص السعال المستمر، يعتمد الأطباء على مدة استمراره بالإضافة إلى إجراء سلسلة من الفحوص الطبية الضرورية التي تضمن معرفة السبب بدقة. تشمل الفحوص المعملية تحليل عينات الدم، البلغم أو مسحة الأنف للكشف عن الالتهابات أو الحساسية، إلى جانب اختبارات قياس التنفس التي تقيس كفاءة الرئتين. كما تستعمل الفحوصات الإشعاعية مثل الأشعة السينية على الصدر، التصوير المقطعي المحوسب، والموجات فوق الصوتية، بالإضافة إلى التصوير بالرنين المغناطيسي للكشف عن أي شذوذات في الأنسجة أو الأعضاء.
يرتكز علاج السعال المستمر على السبب الرئيس الذي اكتشف خلال التشخيص، ويشمل عدة خطوات وعادات مهمة مثل:

  • زيادة شرب الماء للحفاظ على رطوبة المجاري التنفسية.
  • المضمضة بمحلول دافئ من الماء والملح لتقليل تجمع البلغم وتهدئة الحلق.
  • ابتعاد المريض عن مصادر الدخان والملوثات البيئية التي تحفز السعال.
  • تجنب تناول الأطعمة التي تثير ارتجاع المريء وتهييج المريء والمعدة.
  • رفع مستوى الرأس قليلاً أثناء النوم بوضع وسادة إضافية لخفض فرص الارتجاع المعدي.

بالإضافة إلى ذلك، قد تستدعي الحالة استخدام أدوية محددة تشمل أدوية تحتوي على مزيلات للاحتقان لتقليل التنقيط الأنفي الخلفي، أدوية استنشاقية لتقليل الالتهابات في مجرى الهواء، وأحيانًا المضادات الحيوية في حال وجود عدوى بكتيرية. التواصل المستمر مع الطبيب يضمن تعديل العلاج بما يتناسب مع تحسن الحالة أو استمرار الأعراض.