صحفي يمني يكشف عن أطراف معروفة تعرقل تحرير الحديدة بإشعال التوتر في مناطق مستقرة

تقدم تحقيق تقدم عسكري نحو تحرير مدينة الحديدة من قبضة الحوثيين يشكل محورًا حيويًا في المشهد اليمني الراهن، غير أن هناك أطرافًا معروفة تحاول عرقلة هذا التقدم عبر خلق بؤر توتر جديدة في مناطق مستقرة نسبيًا مثل ساحل حضرموت، بهدف تشتيت الجهود العسكرية وإرباك المشهد، مما يصعب عملية استعادة الدولة اليمنية ويعقد المشهد السياسي والعسكري في البلاد.

أطراف معروفة تعرقل تقدم تحرير مدينة الحديدة وتشتت الجهود

يؤكد الصحفي اليمني ياسر اليافعي في تصريحاته أن هناك أطرافًا معروفة تسعى إلى إعاقة أي تقدم عسكري محتمل نحو تحرير مدينة الحديدة الاستراتيجية، التي تلعب دورًا محوريًا لارتباطها بالممرات البحرية على البحر الأحمر وخطوط الإمداد الحيوية للملايين من اليمنيين. هذه الأطراف، بحسب اليافعي، لا تكتفي فقط بمنع التقدم في الحديدة ولكنها تفتح بؤر توتر جديدة في مناطق مستقرة مثل ساحل حضرموت، لإرباك المشهد العسكري بشكل ممنهج.

يشير اليافعي إلى أن نفس النهج الذي عُرف في محاولات تحرير الحديدة السابقة يتم إعادة تكراره، حيث لجأت تلك الأطراف إلى فتح جبهات جانبية في محافظات مثل عدن وسقطرى وشبوة، حين كانت كل الأنظار تتجه نحو الحديدة، وهدف هذه الخطوات كان واضحًا بتشتيت الانتباه والجهود بعيدًا عن هدف تحرير الحديدة العسكري.

اليوم، مع تجدد الأمل بتحقيق تقدم عسكري جديد نحو تحرير الحديدة، تعود تلك القوى إلى إيقاد الفتنة في ساحل حضرموت، المنطقة التي تُعد من أكثر المناطق اليمنية استقرارًا نسبياً، ما يضع عراقيل جديدة أمام أي خطوات تُسهل السيطرة على المدينة ومينائها الحيوي.

رسائل استراتيجية وأهداف خفية حول عرقلة تحرير مدينة الحديدة

يوضح اليافعي أن فتح بؤر التوتر الجديدة يحمل في طياته رسالة سياسية واضحة موجهة إلى الحوثيين مفادها أن تلك الأطراف هي الضامن لبقائهم وعدم تقدم القوات الحكومية نحو تحرير الحديدة، تمامًا كما حدث مع فرض اتفاق استوكهولم الذي أعاق الحركة العسكرية في السابق. هذه السياسة ليست حالة عابرة بل جزء من استراتيجية طويلة المدى تُخطط لها أطراف مستفيدة، تسعى نحو إبقاء الحوثيين في مواقعهم المكتسبة لتعزيز نفوذها السياسي والعسكري.

هذه الأطراف، حسب رؤية اليافعي، تعمل على خلق أزمات وذرائع موازية تحول دون تركيز الجهود الحقيقية في استعادة السيطرة على المناطق اليمنية المحتلة من الحوثيين، مما يمكّنها من التلاعب بموازين القوة وتأمين مصالحها الخاصة على حساب المصالح الوطنية.

التهديدات بتعطيل تقدم تحرير مدينة الحديدة: دعوة لليقظة الوطنية والإقليمية

رغم الاتهامات الصريحة التي وجهها اليافعي، إلا أنه لم يحدد أسماء هذه الأطراف، حيث اقتصرت تلميحاته على وجود قوى داخلية تقوض جهود تحرير المناطق من سيطرة الحوثيين، وهو ما ربطه مراقبون بدور بعض القوى السياسية والمسلحة التي تسعى إلى حماية مصالحها الضيقة على حساب مصلحة الوطن.

في هذا الإطار، وجه اليافعي نداءً لكل القوى الوطنية والإقليمية بضرورة التحلي باليقظة لمواجهة أي محاولات تعيق تطورات الاستعادة العسكرية، مؤكدًا ضرورة أن تكون أولوية المجتمع اليمني المحافظة على مسلسل تحرير الحديدة ومناطق أخرى تحت سيطرة الحوثيين، وعدم القبول بأي خطوات تعطل هذا المسار.

وحذر من أن استمرار هذه السياسات يعمق الأزمة الإنسانية والسياسية التي تعاني منها البلاد، لا سيما مع المعاناة المستمرة للملايين إثر نقص الغذاء والدواء، ما يعكس العلاقة الوثيقة بين السيطرة الحوثية على الميناء الحيوي في الحديدة واستمرار الأزمة الإنسانية.

• فتح بؤر توتر جديدة في مناطق مستقرة مثل ساحل حضرموت
• تكرار نمط فتح جبهات جانبية في مناطق مثل عدن وسقطرى وشبوة
• فرض اتفاقات تعيق تقدم القوات الحكومية مثل اتفاق استوكهولم
• استغلال الأزمات لأهداف سياسية وعسكرية بحتة تعزز النفوذ

يأتي هذا في وقت يشهد فيه المشهد اليمني تصاعدًا في الجهود الإقليمية والدولية لمحاولة إيجاد حلول للأزمة المتواصلة منذ سنوات، إلا أن الجهود هذه تصطدم بعراقيل معقدة، أبرزها تمسك الحوثيين بمناطق سيطرتهم، واستمرار الأطراف التي تسعى لتعطيل التقدم العسكري بمعاركها وتوتراتها الجديدة.

في عمق هذه التداعيات، يكمن فهم أن استمرار محاولة تعطيل تقدم تحرير مدينة الحديدة ليس مجرد صراع عسكري، بل صراع سياسي معقد تتداخل فيه مصالح محلية وإقليمية، حيث تسعى أطراف متعددة إلى إدامة النزاع لخدمة أجنداتها، ما يصعب التوصل إلى حل شامل يوقف معاناة الشعب اليمني.