ناشطة حقوقية تنتقد الوضع في اليمن وتحمل اليمنيين مسؤولية معاناتهم: تصريحات مثيرة للجدل

يظل الوضع السياسي والإنساني في اليمن حاضرًا بأبشع صورة، مع تفاقم أزمة ثقة الشعب اليمني بنفسه وبحكامه، وهو ما عبرت عنه الناشطة الحقوقية اليمنية نورا الجروي في تعليق لافت تناولت فيه الواقع المرير الذي يعيشه اليمنيون، مُعلنةً أن الأزمة ليست فقط نتيجة للصراعات الخارجية، بل أيضاً تقع المسؤولية الأولى على عاتق الشعب اليمني الذي ساهم بتمكين الفاسدين. هذا التعليق يعكس بوضوح إحباط الشارع اليمني واليأس الذي يعيشه المواطنون في ظل استمرار الحرب والمعاناة.

تحليل مسؤولية الشعب اليمني في الأزمة السياسية والإنسانية الراهنة

تغوص ناشطة الحقوق نورا الجروي في عمق الأزمة اليمنية لتسلط الضوء على دور الشعب اليمني في استمرار التدهور السياسي والاقتصادي في البلاد؛ إذ اعتبرت أن المواطن اليمني جزء لا يتجزأ من المشكلة، لا الحل، حيث قالت بصراحة غير معهودة: “لا تلوموا أحداً يا يمنيين على ما وصلتم إليه، لوموا أنفسكم”؛ مؤكدة أن استمرار دعم الفاسدين وتجار الحرب هو السبب الرئيس في إبقاء اليمن في دوامة الأزمات المتلاحقة، “ولن تقوم لكم قائمة طالما وأنتم وليتم السفهاء والفاسدين وتجار الحرب المنبطحين رقابكم”، وبهذا تؤكد الجروي أن استمرار إفساح المجال لهؤلاء المفسدين سيقضي على مستقبل الأجيال القادمة، بسبب استهتارهم بمصير الوطن.

هذا التشخيص يحمل ضمنيًا دعوة قوية للشعب اليمني ليعيد النظر في خياراته السياسية والاجتماعية، ويعمل على كسر دائرة التبعية والسكوت التي تسمح لأولئك الأشخاص بالعبث بمصير البلاد. لا يغيب عن بالنا أن هذه الكلمات تأتي في وقت صعب يرزح فيه اليمن تحت وطأة النزاعات المسلحة والجوع المتفشي، ما يجعل من مسؤولية الشعب ضغطًا هائلًا لكنه ضروري للخروج من الأزمة.

زيارة الأمير خالد بن سلمان إلى إيران ومقارنة الواقع اليمني بالدول العظمى

في تعليقها على زيارة وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان إلى إيران، أبدت نورا الجروي تقديرها للقاء بين “الدولتين اللدودتين”، واصفة هذا الحدث بـ”الزيارة الموفقة”، نظراً لأنها تجسد سعي الرياض وطهران لتحقيق مصالحهما الوطنية بصرف النظر عن خلافاتهما القديمة، بعيدًا عن الانقسامات والصراعات التي تجعل من تغييرات إيجابية ممكنة.

قامت الجروي بمقارنة صارخة بين هذه الدول وبين اليمن، حيث وصفت الأخيرة بالمجتمع الممزق والمتأزم بشكل لا سابق له، بسبب الصراعات الداخلية والفساد المستشري “الذي يحطم أي أمل في الإصلاح”. وأكدت أن الدول العظيمة هي التي تبني لوطنها مكانة وقيمة، بينما اليمن “مبتلى بسوء إدارة جعل منه شعبًا مسلوب الإرادة، يعاني الجوع والتشرد والاعتقال، ومستهدف من كل الجهات”.

وفي هذه المقارنة تُبرز الجروي أن اليمن ضحية لمصالح القوى الإقليمية والدولية، لكنها في ذات الوقت توجه سهام الانتقاد نحو الشعب، الذي بتواطئه أو بهدوئه، يُمكّن الطبقة السياسية الفاسدة من الاستمرار في خراب الوطن، مؤكدةً أن المسؤولية تقع عليه لمواجهة هذا الواقع واستعادة الحقوق.

تباين ردود الأفعال ودعوة ناقدة للتغيير الذاتي عند الشعب اليمني

أثارت تصريحات نورا الجروي ردود فعل واسعة ومتباينة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أيد البعض موقفها، معتبرين أن غياب الوعي السياسي المتزايد وتكرار الخطأ في اختيار القيادات الفاسدة هما السبب الأساس في الأزمة اليمنية المستمرة، وهذا يجعل من الكلمة المفتاحية: “مسؤولية الشعب اليمني في الأزمة السياسية والإنسانية” محور تفكيرهم.

على الجانب الآخر، اعتبر آخرون أن تحميل الشعب كامل المسؤولية غير منصف، خاصة في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يمر بها اليمنيون من جوع وحرب، حيث صعب الحديث عن “اختيارات سياسية” عندما يكون الناس في مواجهة خطر الموت والحاجة اليومية.

وفي ختام حديثها، وجهت الجروي دعوة حازمة للحراك الشعبي العاجل، محذرة من استمرار الركون إلى نفس النهج الفاشل، قائلة: “إذا كنتم تريدون الخروج من هذا المستنقع، عليكم أن تبدأوا بتغيير أنفسكم أولاً، وأن تتوقفوا عن دعم من يستخدمونكم أدوات لتحقيق مصالحهم الشخصية”، مستخدمة لغة بسيطة لكنها حاسمة تدعو إلى مراجعة الذات والعمل على إحداث فرق يُعيد اليمن إلى طريق الاستقرار والتنمية.

  • التوقف عن دعم الفاسدين وتجار الحرب
  • مطالبة الإصلاح والوقوف ضد الفساد
  • الانخراط الفعلي في العمل الوطني المبني على الوعي والوعي السياسي
العنصر الوصف
زيارة الأمير خالد بن سلمان إلى إيران خطوة دبلوماسية ناجحة تسعى لتحقيق مصالح وطنية
وضع اليمن الحالي دوامة من الأزمات المسلحة، الاقتصادية والإنسانية المتفاقمة
تصريحات الجروي انتقاد حاد رفض تسويغ الأزمات بدون تحمل المسؤولية الذاتية

إن تصاعد معاناة اليمنيين نتيجة النزاعات المسلحة التي تجاوزت عُقدًا، وارتفاع خطر المجاعة، يحتم على الشعب تحمل مسؤولياته بشكل أكبر، فالاحتكام للتغيير الذاتي والمطالبة بالعدالة ومحاسبة الفاسدين هي الخطوة الأولى للخروج من مأزق لا نهاية له مهما توسعت محاولات الحلول الدبلوماسية من الخارج، وهذه هي جوهر “مسؤولية الشعب اليمني في الأزمة السياسية والإنسانية” التي كررت نورا الجروي التأكيد عليها دونما رحمة أو تردد.