سقوط سائق شاحنة ضحية الطرق البديلة بين تعز وعدن وسط إهمال مستمر

السائقون اليمنيون يعانون يومياً من أزمة قطع الطرق الرئيسية التي تفرضها مليشيات الحوثي، والتي أجبرت آلافهم على استخدام طرق بديلة وعرة تشكل خطراً حقيقياً على حياتهم.

تفاصيل وفاة السائق “عصام سعيد سالم” وأثر أزمة قطع الطرق على حياة السائقين اليمنيين

شهدت منطقة “كربة الصحى” مأساة جديدة حين عُثر على جثة السائق “عصام سعيد سالم” داخل شاحنته، بعد أن أرهقته الرحلات الطويلة عبر طرق بديلة غير مهيأة لحركة مرور البضائع. يمثل هذا الحادث نموذجًا صارخًا لمعاناة السائقين اليمنيين الذين أصبحوا مضطرين للتنقل عبر مسارات وعرة وخطيرة بعدما أغلقت مليشيات الحوثي الطرق الرئيسية الحيوية، مثل طريق تعز-عدن. لم تكن هذه الطرق مجرد مسارات نقل، بل كوابيس يومية تُجهد الأجساد وتؤدي أحياناً لحالات فقدان الأرواح، بفعل تضاريسها الصعبة وغياب الخدمات الأساسية مثل محطات الوقود والمراكز الصحية، بالإضافة إلى المخاطر الأمنية المستمرة. في حالة “عصام”، أودى التعب والإرهاق بحياته في صمت، لتترك قصته معنى عميقًا لمعاناة آلاف السائقين.

صوت السائقين اليمنيين ودور أزمة قطع الطرق في تفاقم مخاطر التنقل

عبر زملاء السائق “عصام” عن حزنهم وغضبهم على وسائل التواصل الاجتماعي، معبرين عن أن فقدانه لم يكن مجرد وفاة، بل صرخة صامتة احتجاجًا على واقع يرسم الطرق كمقابر متنقلة للسائقين. يقول “عمر الضيعة” في تعليق مؤثر: “مات وحيدًا في مكان عمله، ضحية طرق محطمة وحرب لا ترحم”؛ هذه الكلمات تلخص بألم الواقع المزري الذي يعيشه العاملون في نقل البضائع داخل اليمن، حيث ترتفع المخاطر الأمنية وتزداد صعوبة التضاريس لتتحول رحلة العمل إلى مقامرة مستمرة بالحياة. هل يمكن للسائق أن ينجو في ظل هذه الظروف القاسية، خاصة عندما تضيق به سبل المساعدة والطوارئ؟

تداعيات استمرار أزمة قطع الطرق والدعوات المستمرة لفتحها لصالح السائقين اليمنيين

تصاعدت معاناة السائقين بسبب إغلاق الطرق الرئيسية الحيوية، والذي أثر على حركة نقل البضائع والأشخاص بكل محافظة من المحافظات المتضررة. واضطر آلاف السائقين للجوء إلى طرق بديلة وعرة تزيد من أعباء تكلفة النقل وتهدد حياتهم بشكل مباشر. جراء هذه السياسات، ازدادت ساعات العمل والجهد، وأصبحت فرص الدعم والمساعدة في حالات الطوارئ معدومة تقريبًا. لم تعد هذه الطرق مجرد مسارات نموذجية، بل تحولت إلى مصدر قلق لا ينفك يرافق السائقين والمجتمعات التي تعتمد على شريان النقل لضمان توافر الاحتياجات الأساسية.

في ظل هذا الواقع، برزت أصوات ناشطين ومنظمات مجتمع مدني تدعو إلى:

  • فتح الطرق الرئيسية المغلقة فورًا، لإنقاذ حياة السائقين.
  • التدخل العاجل لوقف معاناة العاملين في قطاع النقل.
  • الضغط لإنهاء استخدام الطرق البديلة الوعرة والخطيرة.

تؤكد هذه الجهات أن السائقين يشكلون شريان الحياة الواصل بين المحافظات، وأن تعطيل حركتهم بقطع الطرق يزيد من الإضرار بالسكان، خاصة في المناطق التي تعتمد بشدة على النقل البري للبضائع.

العامل الأثر
قطع الطرق الرئيسية زيادة خطورة التنقل وتضاعف ساعات العمل
الطرق البديلة الوعرة ارتفاع حوادث الطرق وخطر فقدان الأرواح
نقص الخدمات الأساسية عدم توفر الدعم الطارئ واحتياجات السلامة

بينما تتزايد المخاطر على السائقين اليمنيين يوميًا، لا تزال الآمال معلقة على جهود دولية ومحلية تسعى لإيجاد حلول جذرية لأزمة قطع الطرق، التي باتت تهدد حياة الآلاف. وفاة السائق “عصام سعيد سالم” تسلط الضوء على مأساة حقيقية تتطلب وقفة جادة، فهذه الحوادث ليست مجرد قصص فردية، بل هي انعكاس لواقع يحتاج لتغيير فوري. الطرق ليست مجرد ممرات عابرة، بل هي شرايين مصيرية لا بد أن تبقى مفتوحة أمام الجميع، لأن إغلاقها يعني تعطيل حياة آلاف الأسر في اليمن.

فهل تثمر المحاولات الدولية والمحلية بفتح الطرق ووقف معاناة السائقين الذين يخاطرون بأرواحهم يوميًا؟ أم ستبقى هذه الطرق مغلقة، وتزداد قوائم الضحايا وسط صمت مع سبق الإصرار؟