تقرير يكشف شراكة ميدانية واستخباراتية بين الحوثيين وتنظيم القاعدة تهدد أمن اليمن

تشكّلت علاقة سرية بين مليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة، تطورت من عداوة ظاهرية إلى شراكة ميدانية قائمة على التنسيق الاستخباراتي والدعم العملياتي المشترك، بحسب تقرير مركز “P.T.O.C. Yemen” للأبحاث والدراسات المتخصصة، الذي كشف عن تضافر جهود الجانبين لتفعيل هذه العلاقة بما يخدم مصالحهما العسكرية والسياسية ضد خصومهما في اليمن.

تطور العلاقة السرية بين مليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة وتحوّلها إلى شراكة ميدانية

تكشف الوثائق والتقارير أن مليشيا الحوثي، تحت إشراف مباشر من وكيل جهاز الأمن والمخابرات الحسن المراني، قامت بإطلاق عشرات العناصر المنتمين لتنظيم القاعدة بعد إخضاعهم لدورات دينية طائفية وعسكرية متقدمة، بهدف إعادة توظيفهم في مهمات استخباراتية وعسكرية ضد الجيش الوطني اليمني والتحالف العربي في المناطق المحررة؛ حيث تم توزيع هؤلاء العناصر في محافظات أبين، شبوة، ومأرب ضمن خطة تنسيق يشرف عليها ضباط حوثيون رفيعو المستوى. وقد شملت هذه الخطة توفير دعم لوجستي واسع، يتضمن أسلحة خفيفة وثقيلة، عبوات ناسفة متطورة وطائرات مسيّرة حديثة تُستخدم لتنفيذ هجمات دقيقة تستهدف المواقع العسكرية والأمنية.

المهام الاستخباراتية وأدوار عناصر تنظيم القاعدة ضمن شبكة الدعم السرية

تعتمد مليشيا الحوثي بشكل كبير على عناصر تنظيم القاعدة في مهام استخباراتية معقدة تتضمن الرصد والمتابعة وجمع المعلومات حول تحركات القوات العسكرية والأمنية في المناطق غير الخاضعة لسيطرتها، مع توفير ملاذات آمنة داخل مناطق سيطرتها تسهّل عمليات التنظيم دون مواجهة ملاحقة؛ وقد كشف تقرير مركز “P.T.O.C. Yemen” عن وثائق تحتوي على أدلة تنسيق مباشر بين جهاز الأمن والمخابرات الحوثي وخلايا القاعدة النائمة، تضمنت تنفيذ ضربات دقيقة استهدفت مواقع عسكرية وأمنية في محافظتي شبوة وأبين، مشتملاً ذلك على توقيت العمليات وتوزيع الأدوار بين الجانبين.

شبكة الدعم والتنسيق بين الحوثيين وتنظيم القاعدة: أسماء الضباط والأهداف الاستراتيجية

تضمن التقرير قائمة مفصلة بضباط ومنسقي الشبكة داخل جماعة الحوثي، مع التركيز على دور الدائرة 30 التي يقودها القيادي المعروف بـ”أبو أويس” في إدارة برامج التنسيق والتخادم بين الطرفين، حيث تشير الوثائق إلى وجود معسكرات ومخابئ لتنظيم القاعدة في محافظتي شبوة والبيضاء، تُستخدم لتدريب العناصر وإعدادهم لتنفيذ عمليات نوعية تشمل اغتيالات واستهداف قيادات عسكرية وسياسية في المناطق المحررة بهدف خلق حالة من الاضطراب الأمني وخلخلة الجبهة الداخلية. إضافة إلى ذلك، يقدم الحوثيون دعمًا متكاملاً يتضمن وثائق مزورة تُسهّل تنقل عناصر القاعدة داخل اليمن وخارجه، مما يزيد من تعقيد جهود مكافحة الإرهاب.

  • إطلاق سراح عناصر القاعدة بعد تدريبهم وإعادة توظيفهم في مهام عسكرية واستخباراتية
  • تنفيذ هجمات دقيقة بدعم لوجستي متقدم من الحوثيين
  • تنسيق استخباراتي مباشر لاستهداف القوات العسكرية والأمنية
  • توفير معسكرات تدريب وآليات دعمة شاملة تتضمن وثائق مزورة
  • أهداف استراتيجية مشتركة لزعزعة الأمن في المحافظات المحررة
المهمة دور عناصر تنظيم القاعدة
الرصد وجمع المعلومات متابعة تحركات القوات وتحليلها داخل المناطق الخارجة عن سيطرة الحوثيين
الهجمات الميدانية تنفيذ ضربات دقيقة باستعمال الأسلحة والعبوات الناسفة والطائرات المسيّرة
التدريب والتأهيل إعداد وتدريب العناصر في المعسكرات السرية بشبوة والبيضاء
التنقل والتسلل استخدام وثائق مزورة لتسهيل التنقل داخل وخارج اليمن

تُبرز هذه العلاقة السرية التي توثقها الأدلة والتقارير توجهًا استراتيجيًا طويل الأمد يسعى عبره الحوثيون إلى إضعاف استقرار المحافظات المحررة وتحقيق خلل في الجبهة الداخلية لخصومهم، في حين يعزز تنظيم القاعدة نفوذه في المناطق التي ينشط فيها مستفيدًا من الدعم الميداني واللوجستي؛ مما يحتم على المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية ضرورة التدخل والتحقيق العميق في تلك الشبكة المعقدة، والعمل على استئصال كافة المظاهر التي تغذي الإرهاب وتعرقل الاستقرار في اليمن والمنطقة بشكل عام.