اختفاء مستعمرة غامضة يطرح علامات استفهام.. وكلمة واحدة تحير الباحثين

مستعمرة رونوك المفقودة في الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية تُعد واحدة من أكثر الألغاز إثارةً في التاريخ الاستعماري، حيث شهد عام 1590 عودة القائد الإنجليزي جون وايت إلى هذه المستعمرة التي تركها قبل ثلاثة أعوام، ليجد المكان مهجورًا بالكامل دون وجود بشر أو أثار قتال، ما عدا كلمة غامضة محفورة على شجرة تحمل اسم “Croatoan”؛ هذه التفاصيل جعلت لغز مستعمرة رونوك المفقودة محور اهتمام الباحثين ومحبي التاريخ عبر الزمن.

مستعمرة رونوك المفقودة: بداية الطموح الاستعماري البريطاني

تُعتبر مستعمرة رونوك المفقودة أول محاولة بريطانية لإنشاء مستوطنة دائمة على الأراضي الأمريكية في منطقة تعرف حاليًا بولاية كارولاينا الشمالية، إذ تأسست في عام 1587 بدعم من السير والتر رالي، وشملت أكثر من مئة مستوطن من الرجال والنساء والأطفال، بهدف تأسيس حياة جديدة بعيدة عن أوروبا. إلا أن التحديات الكبرى، مثل نقص الموارد والتوترات مع السكان الأصليين، أجبرت القائد جون وايت على العودة إلى إنجلترا بحثًا عن الدعم. استغرقت رحلته ثلاث سنوات كاملة، وعند عودته، واجه صدمة مدينة أشباح لم تعرف سبب اختفاء سكانها، ليخلّد هذا الحدث لغز مستعمرة رونوك المفقودة في سجلات التاريخ.

لغز مستعمرة رونوك المفقودة: النقش الغامض وكلمة “Croatoan”

أعمق ما يميز لغز مستعمرة رونوك المفقودة هو غياب أي دليل أو رسالة من المستوطنين، سوى كلمة واحدة: “Croatoan”، المحفورة على جذع شجرة في موقع المستوطنة، والتي قد تكون إشارة إلى جزيرة قريبة يسكنها السكان الأصليون الذين عرفوا المستوطنين وربما تعاونوا معهم. ورغم البحث المكثف، لم تُعثر السلطات على أي أثر للمستوطنين في هذه الجزيرة ولا دليل واضح على مصيرهم، ما جعل كلمة “Croatoan” رمزًا للأسرار التي تحيط بالمستعمرة المفقودة ويجعل لغز مستعمرة رونوك المفقودة مفتوحًا على الاحتمالات.

نظريات متعددة تحيط بمصير مستعمرة رونوك المفقودة

تتنوع التفسيرات التي تسعى لكشف لغز مستعمرة رونوك المفقودة، فمنها فرضيات تشير إلى اندماج المستوطنين مع القبائل المحلية طوعًا، أو تعرضهم لمجاعة أو وباء حصد أرواحهم، أو حتى هجوم مباغت أدى إلى محو آثارهم عمدًا. بعض الدراسات الحديثة ترى أن النقش “Croatoan” كان دليلاً متعمدًا يوضح وجهة الرحيل، لكن نقص الأدلة الملموسة يحول هذه الفرضيات إلى مجرد احتمالات غير مؤكدة تُحيط بلغز مستعمرة رونوك المفقودة، وتعقّد فهم ما حدث بالفعل.

  • اندماج المستوطنين مع القبائل الأصلية.
  • التأثر بالجوع أو الأمراض الفتاكة.
  • تعرض المستعمرة لهجوم مفاجئ وأدلّة تم إخفاؤها.
  • النقش “Croatoan” كدليل متعمد على وجهة هروب.

على مر العصور، مثّل لغز مستعمرة رونوك المفقودة موضوعًا شائقًا للمؤرخين والكتاب وصانعي الأفلام، رغم غياب أي اكتشافات جديدة تُفسر اختفاء أول مستوطنة بريطانية في أمريكا الشمالية. وبينما تظل كلمة “Croatoan” محفورة في جذور الأشجار وسجل التاريخ، فإن الغموض يظل يطوق هذه الحكاية التي ما زالت تحفر في ذاكرة التاريخ بكل أسئلتها المفتوحة، تاركة وراءها أثرًا لا يمحى من التساؤلات والقصص التي تحكي عن ماضٍ مجهول.