لا يجب أن نفقد الأمل في المغرر بهم من اليمنيين الذين التحقوا بالحوثي، فالظروف التي ساقتهم لمناصرة هذه المليشيات لا تجعلنا نحكم عليهم بالانغلاق الأبدي؛ لأن يوم الندم لا بد أن يأتي، حين يكتشفون حقيقة عدوهم ويكفرون عن ذنوبهم، ولذلك من الضروري أن نحافظ على تعاطفنا معهم ونتجنب أذية مشاعرهم بالكلام العنيف، فمثل هذه الكلمات تصبح كـ”شوك الأكباد” لا تفيد في شيء.
فهم المغرر بهم في صف الحوثي وأهمية فتح خط رجعة لهم
هناك واقع مؤلم لا يمكن تجاهله يتعلق بالمغرر بهم الذين وجدوا أنفسهم فجأة في صف عدوهم؛ فبالرغم من وجود مشروع سياسي وعسكري شرير هدفه تدمير الوطن، لا بد من التمييز بين مجرمي الحرب الذين يستحقون العقاب العادل، وبين فئة من المغرر بهم الذين انخرطوا بسبب أسباب مختلفة مثل الجهل والخوف والخداع والتأثر بالشعارات الرحيمة. هؤلاء يحتاجون إلى فرصة للعودة، فتح خط رجعة لهم يجب أن يكون أولوية، ليس تساهلاً معهم، بل إدراكًا لأنهم غالبًا ضحايا لظروف صعبة.
من المهم توسيع مداركنا لفهم دوافع انضمامهم؛ فهناك من دخل المليشيات لأسباب كيدية ضد قوى أخرى، ومن اغتر بشعارات الحوثي وأكاذيبه، وآخرون طمعوا في مناصب ونفوذ، وأيضًا من كانوا مهمشين مجتمعيًا فقدم لهم الحوثي بندقية ونقطة تفتيش وحياة تبدو كأنها ملزمة لهم. هذا السياق يوضع في الاعتبار لفهم طبيعة الانضمام وعدم الحكم عليهم بشكل قاطع.
تأثير خطاب الحوثي الديني على الوعي السياسي للمغرر بهم
بدأت الفتنة الحوثية في 2004،أي قبل أكثر من عقدين؛ خلال هذه الفترة نشأ جيل يتلقى وعيه السياسي والديني عبر خطابات “السيد” وزوامل المسيرة وصرخات أنصاره، دون أن يطلع على تاريخ الجمهورية وثوراتها أو شخصيات بارزة مثل علي عبدالمغني أو زعماء مناهضين للسلالة. بفضل خطاب ديني ملغوم، تمكن الحوثي من التأثير على البعض الذين يحملون الفطرة الدينية، فبعبارات مثل “قال الله قال رسوله” يُقاد الشعب إلى هاوية الانجراف خلفه راضياً ومتحمساً.
النجاة من هذا الخطاب تزكيها قراءة الواقع بنظرة نقدية وعقل راجح يفرق بين الحق والباطل، مع الشجاعة للاستماع لآراء متعددة؛ وللأسف، كثير من المغرر بهم لم تتح لهم هذه الفرصة أو لم يكتسبوا وعياً كافياً، بل وجدوا أنفسهم رهائن لمزايدات متطرفة وإقصاء سياسي راكم جراحهم. يقابل هذا خطابات الحوثي وزعاماته التي تستغل المواقف الوطنية لتعميق الانقسامات.
أهمية توجيه الخطاب الوطني للمغرر بهم في مناطق سيطرة الحوثي
مع تشكيل مجلس القيادة الرئاسي واجتماع القوى الجمهورية تحت لواء واحد، أصبح من الضروري إعادة توجيه الخطاب الذي كان يُستهلك في صراعات داخلية بين القوى الوطنية، ليصب مباشرة في توعية المغرر بهم في مناطق سيطرة المليشيات. يتطلب الأمر استراتيجية إعلامية ناجحة تعتمد على استكمال القاعدة الجماهيرية وترميم الندوب النفسية والفكرية، وتنقية العقول من شوائب التزييف الإعلامي وتجفيف مصادر تجنيد الحوثي.
- تحليل أسباب انضمام المغرر بهم بحيادية
- فك رموز خطاب الحوثي الديني والتشويهي
- تقديم خطاب وطني تجمعي يراعي ظروف المغرر بهم
- فتح قنوات للحوار والعودة السلمية
- التركيز على حماية حياة المغرر بهم وعدم ترويعهم
لا ينبغي أن نفقد الثقة بقدرتنا على التأثير فيما تبقى من هؤلاء، فالوطنية ليست حكرًا على فصيل دون آخر؛ حتى البعض من الذين ما زالوا يقاتلون في صف المليشيات، قد يحركهم تصور مغاير لما يسمونه “العدوان” وليس لأهداف السلالة. إحاطة هذا النوع بالبيانات الصحيحة والحوار قد تغير مواقفهم.
في قصص عدة حقيقية يبرز نموذج لشاب متحوث تواصل معي وقال لي بثقة “أنصحك بالعودة إلى صنعاء وأنت في مواجهة السيد”، ثم بعد فترة قصيرة عرف الحقيقة وتحول إلى الجبهة الجمهورية ليقاتل إلى جانب الأحرار، وهو مثال حي على أن فتح خطوط الرجعة يحمل ثمارًا ملموسة.
وغالبًا ما لا يكون التعليم الرسمي والإعلام الرسمي رسخوا الوقاية الفكرية الكافية لمواجهة مكائد الحوثي، وهذا ما يجعل الكثيرين ينشغلون اليوم بالبحث عن طرق للخلاص والفرار من سيطرة المليشيات، ينتظرون اليوم الذي ينزاح فيه هذا الكابوس وينعم الوطن بالأمن والسلام.
السبب | الوصف |
---|---|
الجهل | عدم تلقي التوعية التاريخية والسياسية المناسبة حول القضية اليمنية |
الخوف | الضغط النفسي والاجتماعي الذي يدفع البعض للانضمام حفاظًا على حياتهم أو أسرهم |
الخديعة والشعارات | الانخداع بخطابات دينية وسياسية زائفة تستخدم لغة مقدسة |
الطمع | الرغبة في مكاسب مادية ومعنوية يقدمها الحوثي كحافز للانضمام |
التحدي الحقيقي يكمن في صياغة خطاب وطني متوازن يتعامل مع الواقع المعقد للمغرر بهم، لا بالعنف الكلامي أو القسوة التي تزيد من الشرخ الاجتماعي، بل بالوعي والمروءة. فالعداء الحقيقي هو المشروع الحوثي الذي يجب مواجهته بكل حزم، وليس إخوة أُخطئوا الطريق تحت ضغط ظروفهم.
وفي إحدى المواقف الطريفة، ظل شخص متحوث يهاجمني على الواتساب لأيام، يتهمني بالوقوف مع ما يسمى “العدوان والمرتزقة”، ثم في النهاية اعترف لي: “بحكم أنك مقرب من الخبرة، أتمنى لو تقدر تشوف لي فيزة للسفر إلى السعودية للعمل، وأنا بوعدك أقسط لك قيمتها”، معبرًا بذلك عن يبحث عن الخلاص بالفعل، ولا شيء أقوى من هذه الحقيقة لترسم مسار التعامل مع وضع المغرر بهم.
الكلمة المفتاحية: المغرر بهم في صف الحوثي.
«طقس متغير» طقس اليمن اليوم السبت هل ستتأثر المناطق بالعواصف والحرارة الشديدة
«نهائي مشتعل» برشلونة ضد ريال مدريد في كأس ملك إسبانيا.. شاهد مجانًا
«مباراة نارية» بين مصر وجنوب أفريقيا تحت 20 عامًا.. الموعد والقنوات الناقلة
الطقس غدا: انخفاض درجات الحرارة والعظمى بالقاهرة تصل إلى 28 درجة
رابط مفعل الان لتحميل نتائج البكالوريا المغرب 2025 الدورة العادية www.men.gov.ma
«مباريات حاسمة».. تعرف على مواعيد بيراميدز المتبقية في الدوري الممتاز
«اكتشف السر» تردد قناة وناسة على النايل سات لأجمل لحظات الفرح
«لحظة مؤثرة» أشرف حكيمي يخلّد ذكرى انتقاله إلى باريس سان جيرمان برسالة خاصة