بعثة أثرية تكشف عن مقبرة أول ملوك الأسرة الخامسة في سقارة.. اكتشاف جديد يعزز فهم التاريخ المصري

اكتشاف مقبرة الأمير وسر إف رع في سقارة يعيد كتابة تاريخ الأسرة الخامسة المصرية ويكشف أسرار الحضارة القديمة

تواصل أرض مصر البوح بأسرارها وكشف كنوزها، حيث لا يمر شهر دون إعلان كشف أثري هام يعيد إلى الذاكرة أصالة وتاريخ البلاد العريق؛ وأحدث هذه الاكتشافات الكشف عن مقبرة الأمير وسر إف رع ابن الملك أوسر كاف، أحد أقدم ملوك الأسرة الخامسة في الدولة القديمة، بمنطقة سقارة الأثرية، إلى جانب العثور على مجموعة من اللقى الأثرية النادرة التي تعود إلى ذلك العصر والعصور المتأخرة مما يسهم في تعميق فهم الحضارة المصرية التاريخية.

أهمية اكتشاف مقبرة الأمير وسر إف رع ودورها في إثراء التاريخ المصري

يُعد اكتشاف مقبرة الأمير وسر إف رع في سقارة من أبرز الفعاليات الأثرية الحديثة التي كشفت عنها البعثة المصرية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار ومؤسسة الدكتور زاهي حواس للآثار والتراث، برئاسة الدكتور زاهي حواس. وقد أشاد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، بهذا الإنجاز الذي جاء نتيجة عمل بعثة مصرية خالصة؛ فهو يشكل فرصة ذهبية لرفع الغطاء عن تفاصيل جديدة من تاريخ الأسرة الخامسة، مما يثري المعرفة بالحضارة المصرية العريقة ويكشف أسرارها الخفية عبر آلاف السنين.

من جهته، أكد الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن البعثة عثرت على باب وهمي ضخم من الجرانيت الوردي كان مُزينًا بنقوش هيروغليفية دقيقة توضح اسم الأمير وسر إف رع وألقابه المختلفة، مثل “الأمير الوراثي” و”حاكم إقليمي بوتو ونخبت”، بالإضافة إلى تسميات أخرى إدارية ودينية، مما يؤكد مكانته الاجتماعية والسياسية الهامة في ذلك العصر.

الكشف عن تماثيل ومكونات فريدة تعزز قيمة مقبرة الأمير وسر إف رع في سقارة

أبرزت البعثة الاكتشافات داخل مقبرة الأمير وسر إف رع، والتي اتسمت بوجود تمثال نادر للملك زوسر وزوجته وبناته العشرة، وهو اكتشاف غير مسبوق يؤكد نقل هذه التماثيل من غرفة قريبة من هرم زوسر المدرج إلى المقبرة خلال العصور المتأخرة. تواصل البعثة دراستها للكشف عن تفاصيل هذا النقل وأسبابه، ما يفتح آفاقًا جديدة لفهم التغيرات التاريخية في الحقبة المصرية.

كما تم العثور على مائدة قرابين من الجرانيت الأحمر يبلغ قطرها 92.5 سم، تحمل نقوشًا تسجل قوائم القرابين المقدمة. داخل حجرات المقبرة اكتُشف تمثال ضخم من الجرانيت الأسود لرجل واقف يبلغ ارتفاعه 1.17 مترًا، وهو مزين بنقوش هيروغليفية تشير إلى أن صاحبه ينتمي للأسرة 26؛ مما يوحي بأن المقبرة أعيد استخدامها في فترة العصور المتأخرة، وهو ما يعكس سردًا معقدًا للتاريخ المستخدم للموقع عبر العصور المختلفة.

تفاصيل إضافية واكتشافات فريدة تعزز أهمية مقبرة الأمير وسر إف رع في سقارة

قدمت البعثة اكتشافات إضافية على جانبي المدخل الرئيسي للمقبرة؛ حيث عُثر على مدخل آخر مزين بكتفين من الجرانيت الوردي، منقوش عليه اسم صاحب المقبرة وألقابه، إلى جانب خرطوش الملك “نفر اير كا رع”. شمال العتب، تم الكشف عن مجموعة من 13 تمثالًا من الجرانيت الوردي، جالسين على مقاعد ذات مساند مرتفعة، ويحتل تماثيل وسطهم تمثالا صاحب المقبرة وزوجاته بوضعيات مميزة تختلف عن باقي التماثيل، إضافة إلى تمثالين فاقدي الرؤوس، وتمثال من الجرانيت الأسود مقلوب على وجهه بارتفاع 1.35 متر، ما يعكس طابعًا استثنائيًا لهذه المقبرة على مستوى المنطقة.

  • اكتشاف باب وهمي ضخم من الجرانيت الوردي
  • تمثال الملك زوسر وعائلته داخل المقبرة
  • مائدة قرابين محفورة بالجرانيت الأحمر
  • تماثيل كبيرة من الجرانيت الأسود تعود للأسرة 26
  • مجموعة فريدة من التماثيل الجالسة على مقاعد مرتفعة

تستمر أعمال البعثة للكشف عن المزيد من عناصر مقبرة الأمير وسر إف رع، والتي تعد من أهم وأندر المقابر في منطقة سقارة الأثرية، وتعكس تراثًا ثقافيًا متجذرًا يبوح عن أسرار مصر القديمة وكنوزها المدفونة تحت الأرض منذ آلاف السنين.