لماذا يتغير موعد عيد القيامة سنويًا؟ اكتشف الأسباب التاريخية والفلكية وراء ذلك

يُعد عيد القيامة المجيد أكبر الأعياد المسيحية وأهمها، حيث يحتفل المسيحيون بذكرى قيامة السيد المسيح من بين الأموات. ومع اقتراب العيد كل عام، يثار تساؤل شائع حول السبب وراء اختلاف موعده سنويًا، ولماذا تختلف تواريخه بين الكنائس الشرقية والغربية. يعكس هذا التباين جذورًا تاريخية وفلكية مرتبطة بالاحتفال بهذا العيد المقدس.

السبب التاريخي والفلكي لاختلاف موعد عيد القيامة

يرجع اختلاف موعد عيد القيامة إلى قرارات مجمع نيقية الأول عام 325م، حيث وُضعت قواعد لتحديد هذا التاريخ. يشمل ذلك اعتماد الحساب الأبقطي الذي قدمته كنيسة الإسكندرية، وارتباط العيد بعيد الفصح اليهودي، بحيث يُحتفل بعيد القيامة في الأحد التالي له لتجنب التزامن. بالإضافة إلى ذلك، يُعتمد على الفلك لتحديد الأحد القادم بعد اكتمال أول قمر عقب الاعتدال الربيعي (21 مارس). هذه العوامل جعلت من حساب تاريخ عيد القيامة عملية معقدة ذات صلة بالتقويمات المختلفة.

الفرق بين الكنائس الشرقية والغربية في توقيت عيد القيامة

تختلف الكنائس الشرقية والغربية في موعد احتفالها بعيد القيامة بسبب استخدام تقويمين مختلفين. الكنائس الشرقية تعتمد على التقويم اليولياني الأقدم بفارق 13 يومًا عن التقويم الغريغوري، الذي يُستخدم في الكنائس الغربية منذ إصلاحه عام 1582. نتيجة لذلك، نادراً ما يتفق توقيت العيد بين الطوائف، ولكنه قد يتطابق في بعض السنوات عندما يحدث توافق في الحسابات الفلكية.

عيد القيامة والصوم الكبير لعام 2025

في عام 2025، تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد القيامة يوم الأحد 20 أبريل، بينما تحتفل به الكنائس الغربية في 30 مارس، بفارق 21 يومًا. يسبق العيد الصوم الكبير الذي يستمر 55 يومًا، بدءًا من 24 فبراير. ويعتبر الصوم الكبير فترة مقدسة للصلوات والتوبة.
عيد القيامة يُمثل عيد النور والأمل والخلاص لكل المسيحيين، مهما اختلفت مواعيد الاحتفال به، فهو يمتلك معنى روحيًا واحدًا يجمع منه الفرح والخلاص والإيمان.