وزير الثقافة السوري يواجه انتقادات ويثير مطالبات بالاستقالة رغم اعتذاره.. تفاصيل القصة

وزير الثقافة السوري محمد ياسين صالح يثير الجدل بصوره مع فرحان المرسومي المتهم بالارتباط بالميليشيات الإيرانية ونظام الأسد السابق، ما دفع السوريين للمطالبة باستقالته والتحقيق في علاقاته

أثار ظهور وزير الثقافة السوري محمد ياسين صالح في صور تجمعه مع وجهاء عشائر متهمين بالارتباط بنظام بشار الأسد السابق والميليشيات الإيرانية غضباً واسعاً بين السوريين، حيث تداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي صورًا ولقطات مصورة من لقاء جمعه مع الشيخ فرحان المرسومي، الذي يحمل اتهامات عديدة تتعلق بتعامله مع النظام المخلوع وتورطه في تجارة المخدرات والنفوذ الإيراني داخل سوريا، مما دفع إلى المطالبة بإقالة الوزير وفتح تحقيق في هذا الأمر.

صورة وزير الثقافة السوري مع فرحان المرسومي المتهم بنفوذ الميليشيات الإيرانية تثير موجة غضب واسعة

تناقل السوريون على منصات التواصل الاجتماعي صورًا لرجل الدولة محمد ياسين صالح وهو يجتمع مع الشيخ فرحان المرسومي، شيخ عشيرة المراسمة، والمتهم بعلاقاته الوثيقة مع نظام الأسد السابق والميليشيات الإيرانية، الأمر الذي أثار موجة من الاستنكار والغضب في الأوساط الشعبية والسياسية، لاسيما وأن هذه اللقاءات تضمنت إهداء المرسومي عباءات تقدير لوزير الثقافة وجمال الشرع، شقيق الرئيس السوري الحالي. ظهرت كذلك شخصيات بارزة مثل قائد الفرقة 76 في الجيش السوري الجديد سيف الدين بولاد “أبو بكر”، مما عزز النظرة إلى أن هذا اللقاء كان يحمل رمزية سياسية.

• انتشار لقطات مصورة من المضافة تبين رفع صور نظام الأسد خلال اللقاءات السابقة
• انتقادات حادة لحضور وزير الثقافة في موقع مرتبط بوجوه محسوبة على النظام السابق

الوزير محمد ياسين صالح يعتذر للشعب السوري بعد انتقادات واسعة حول صوره مع فرحان المرسومي

رد وزير الثقافة محمد ياسين صالح على الانتقادات العنيفة التي واجهها بعد انتشار الصور، من خلال منشور له على منصة “إكس”، أوضح فيه أنه يتلقى يومياً طلبات تصوير مع مئات الأشخاص، وليس باستطاعته التمييز بينهم ومعرفة انتماءاتهم السياسية، معبرًا عن اعتذاره للشعب السوري على أي صورة غير مقصودة تجمعه بشخصيات محسوبة على النظام البائد. هذا التبرير على رغم صداه إلا أنه لم يخفف من حدة المطالبات التي طالبت الوزير بالاستقالة من الحكومة الانتقالية ورفع الغموض حول علاقاته.

تاريخ وفرحان المرسومي: شيخ عشيرة له علاقات مسلحة وتجارية مع النظام السابق وإيران

فرحان المرسومي هو شيخ عشيرة المراسمة في سوريا، واتُهم بالتورط في تجارة المخدرات التي كانت تتم بدعم وإشراف من نظام الأسد المخلوع، بالإضافة إلى كونه أداة نفوذ إيرانية في سوريا، حيث حظي بدعم ميليشيات الحشد الشيعي والميليشيات العراقية خلال زياراته للعراق، وأشرف على تأمين احتياجات الزوار في منطقة السيدة زينب. كما أنه يُتهم بالتعاون مع الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد في عمليات تهريب السلاح والمخدرات، بالتنسيق مع عناصر من حزب الله اللبناني عبر المعابر غير الشرعية.

كما أشار ناشطون إلى تورط المرسومي في عمليات شراء عقارات في دمشق ودير الزور لصالح “حركة جهاد بناء” الإيرانية، بهدف التغيير الديمغرافي ضمن مناطق حساسة تمتد نفوذها بين سوريا والعراق. في بيانه الأخير نفى المرسومي ارتباطه بالنظام السابق، مؤكداً اضطراره للتعامل مع النظام لحماية عائلته وعشيرته وتجارته التي تعرضت للتهديد خلال فترة النظام السابق.

تفاعل السوريون بشكل واسع مع قضية الصور التي جمعت وزير الثقافة مع الشيخ فرحان المرسومي؛ إذ اعتبر كثيرون أن المصالح السياسية لا يجوز أن تُبنى على حساب الكرامة الوطنية، وطالبوا بفتح تحقيق دقيق يكشف تفاصيل العلاقة والتعاون بين المسؤولين الحاليين وشخصيات بارزة من النظام السابق. هذه الضجة ظهرت وسط مخاوف من استمرار النفوذ الميليشياتي الإيراني في البلاد، وتأثير ذلك على مستقبل الاستقرار في سوريا، مما يجعل القضية محط اهتمام بالغ من مختلف الأطياف داخل المجتمع السوري.