السياسي محمد جميح يعلق: تدمير موانئ اليمن ذرائع دولية لتدمير مكتسبات الجمهورية

مخاطر استمرار تدمير موانئ اليمن وتأثير الحوثيين على الأمن الوطني والاقتصادي

يعتبر موضوع استمرار تدمير موانئ اليمن من بين القضايا الحيوية التي تشغل الرأي العام، خاصة في ظل التعقيدات السياسية والأمنية التي تضرب البلاد، فقد أبدى السياسي اليمني البارز محمد جميح قلقه العميق إزاء هذا التطور الخطير، مؤكدًا أن استمرار تدمير موانئ اليمن يهدد بفقدان المكتسبات الوطنية ويزيد من تعقيد المشهد السياسي بين قوى محلية وإقليمية ودولية، ما يُفاقم من الأزمات الراهنة.

تدمير موانئ اليمن: تأثير مباشر على المكتسبات الوطنية والاستقرار الاقتصادي

بدأ جميح حديثه بتسليط الضوء على التاريخ الطويل لبناء موانئ اليمن، حيث أكد أن الموانئ التي أنشأها اليمنيون على مدار عقود تُدمر في لحظات معدودة، مما يشير إلى هشاشة البنية التحتية الوطنية أمام الصراعات الراهنة، وقد وثَّق جميح ثلاثة أحداث كبرى تسبّبت في دمار هذه الموانئ:

• في نوفمبر 2022، شن الحوثيون هجومًا على ميناء الضبة في محافظة حضرموت، بحجة الحؤول دون تصدير النفط واستغلال عائداته من قبل الحكومة الشرعية.
• في يوليو 2024، تعرّض ميناء الحديدة لهجوم إسرائيلي، حيث بررت تل أبيب هذه العملية الرد على هجمات الحوثيين.
• مؤخرًا، قامت القوات الأمريكية بتدمير ميناء رأس عيسى بذريعة منع تمويل الحوثيين عبر هذا المرفق الحيوي.

هذه الهجمات المختلفة الذرائع انتهت جميعًا بنتيجة واحدة مدمرة أثرت على الاقتصاد الوطني وساهمت في انهيار البنية التحتية لليمن.

دور الحوثيين في تدمير موانئ اليمن وأبعاده الإقليمية والدولية

أكد محمد جميح أن جماعة الحوثي تعتبر العنصر المشترك وراء الأحداث التي أصابت موانئ اليمن، واصفًا إياها بالأداة التي استغلتها القوى الإقليمية والدولية لتحقيق مصالحها بدلاً من صيانة السلام والاستقرار، مشيرًا إلى أن الجماعة الحوثية قد وفرت الذريعة لتدمير مكتسبات اليمن على مدى عقود، مستفيدين من ضعف الدولة.

أوضح جميح أن الحوثيين على الرغم من مواقفهم التي تدعي دعم القضية الفلسطينية، فقد تحولوا إلى أداة إقليمية ودولية للصراع والتنافس على خطوط الملاحة الدولية، معتمدًا على تقارير الصحافة العالمية التي تؤكد أن اليمن أصبح ساحة معركة حقيقية تحت تأثير هذه الجماعة، وهذا يعكس تعقيد الأزمة اليمنية وتحول البلاد إلى نقطة تصادم بين مصالح دولية متعددة.

إسقاط الحوثيين كمدخل لإنهاء تدمير موانئ اليمن وتحقيق الأمن الوطني

دعا جميح إلى ضرورة إسقاط الجماعة الحوثية باعتبار ذلك السبيل الوحيد لمنع تدمير موانئ اليمن واستخدامها كذريعة من قبل القوى الخارجية لزيادة التدخلات، وقال إن استمرار وجود الحوثيين يعني استمرار استغلال اليمن كمنطقة نفوذ ترتبط مصالحها الإقليمية والدولية، ما يفاقم الفقر والدمار في صفوف الشعب اليمني، مركزًا على أن هذه الجماعة حولت اليمن إلى ملعب لحسابات متصارعة أصبحت تُهدد الاستقرار الوطني.

وأشار جميح إلى أن الحل الحقيقي يكمن في وجود قوة برية وطنية تتحكم في زمام الأمور على الأرض، بعيدًا عن التدخلات الجوية الأجنبية، معتبراً أن أي حل آخر لن يكون أكثر من “باطل الأباطيل وقبض الريح”، مما يلقي الضوء على أهمية توحيد الجهود الوطنية داخليًا لتجاوز الأزمة.

تعكس مواقف الفنان محمد جميح إحباط الشارع اليمني من استمرار تدمير الموانئ وعدم الحسم السياسي تجاه معضلة الحوثيين الذين أزادوا من تعقيد المشهد، ما جعل اليمن ساحة صراع دموية بين قوى متعددة، كما أنه يضع ثقته في قدرة الشعب اليمني على استعادة السيطرة الوطنية عبر مبادرات وطنية بعيدًا عن التدخل الخارجي؛ لكن السؤال يبقى معلقًا حول مدى توفر الإرادة الحقيقية التي تكسر دائرة العنف وتمكن اليمن من استعادة دوره كدولة مستقلة ذات سيادة، لا تتحول مواردها إلى ذريعة لتصفية الحسابات وتحقيق أجندات خارجية تؤدي إلى المزيد من الدمار والتشريد.