إسرائيل تقصف مدينة غزة وتعلن استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين

شهد قطاع غزة يوم الاثنين قصفًا إسرائيليًا أدى إلى استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين في مدينة غزة، ضمن تصاعد الاعتداءات المتواصلة على المدنيين في القطاع. القصف استهدف بناية سكنية تقع جنوب متنزه البلدية في حي الرمال غرب المدينة، وفقًا لتقارير وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، ما يعكس خطورة استمرار هذا العدوان الإسرائيلي على المدنيين الفلسطينيين.

تفاصيل القصف الإسرائيلي الذي أدى إلى استشهاد فلسطيني في مدينة غزة

تواصلت الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث استشهد 59 ألفًا و29 مواطنًا، معظمهم من الأطفال والنساء، وأصيب أكثر من 142 ألفًا من المدنيين بجراح متفاوتة. هذه الأرقام تمثل حصيلة غير نهائية؛ نظرًا لوجود العديد من الضحايا المحاصرين تحت الأنقاض وفي الشوارع، مع صعوبة كبيرة تواجهها فرق الإسعاف والإنقاذ للوصول إليهم نتيجة الاستهداف المتكرر. القصف الذي استهدف البناية السكنية جنوب متنزه البلدية في حي الرمال يعكس استهدافًا مباشرًا لحياة المدنيين وممتلكاتهم، وسط إمكانات طبية وإنسانية محدودة في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة.

اقتحام قوات الاحتلال لمدينة البيرة في الضفة الغربية واستجابة المجتمع الدولي

لم تقتصر الاعتداءات على قطاع غزة، إذ اقتحمت قوات الاحتلال مدينة البيرة في الضفة الغربية خلال نفس اليوم. وأفادت مصادر أمنية لـ(وفا) أن قوات من جيش الاحتلال تسللت إلى عدة أحياء وتمركزت وسط البلدة القديمة، دون تسجيل أي اعتقالات أو مداهمات خلال الاقتحام. هذا التصعيد العسكري جاء في وقت رحبت فيه وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية ببيان مشترك صادر عن المملكة المتحدة و25 دولة أخرى، إلى جانب مفوضة الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات، يدعو إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي ويدين منع الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية الأراضي الفلسطينية. يبرز هذا الموقف الدولي الغضب العالمي تجاه الجرائم المستمرة التي ترتكبها قوات الاحتلال، خاصة مع ما بات يُعرف بـ “مراكز توزيع الموت”، التي قتل فيها المدنيون وهم يحاولون تأمين الغذاء والماء.

دعوات فلسطينية ودولية لوقف العدوان الإسرائيلي وإنهاء سياسة التجويع في غزة

أعربت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان رسمي عن تقديرها للموقف الدولي الذي عبر عن صدمة المجتمع من جرائم الاحتلال، من خلال إلزاماته بضرورة إنهاء العدوان الوحشي والتدخل الفوري للرعاية الإنسانية لسكان غزة. وشددت الوزارة على أهمية رفض التهجير القسري، وتوسيع المستوطنات، والمخططات الاستيطانية التي تقوض حل الدولتين، على أمل حماية الأرض الفلسطينية المحتلة. دعت الوزارة المجتمع الدولي والدول الموقعة على البيان إلى اتخاذ إجراءات ملموسة، تشمل:

• وقف فوري لسياسة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين
• إنهاء سياسة التجويع الممنهج لشعب غزة
• ضمان محاسبة مرتكبي الجرائم والاعتداءات بحق الفلسطينيين
• فرض عقوبات على دولة الاحتلال، قادتها، وميليشيات المستوطنين الإرهابية

تُظهر هذه الأرقام حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون على مدار أشهر من العدوان الإسرائيلي المتواصل، في ظل تقاعس واضح عن توفير الحماية الدولية، وخاصة في ما يتعلق بحماية المدنيين وتوفير المساعدات الطبية والغذائية. هذا الواقع يفرض ضغطًا دوليًا على سلطات الاحتلال لوقف أعمال العنف وتخفيف معاناة الفلسطينيين في مدينتي غزة والبيرة.

تسلسل الأحداث والتصعيد العسكري الأخير يؤكد أن الأوضاع في الأرض الفلسطينية المحتلة ما تزال شديدة الخطورة، وأن استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين في القصف الإسرائيلي الأخير يأتي ضمن سلسلة طويلة من الاعتداءات التي تنفذها قوات الاحتلال من دون توقف، وتتطلب يقظة أكبر من المجتمع الدولي تجاه هذه الجرائم.