تركيا تسعى للهيمنة على سوريا الجديدة من خلال تحالفها مع تنظيم الإخوان

تأثير تنظيم الإخوان المسلمين على تقارب سوريا مع دول الخليج يشكل محور التحديات التي تواجه الرئيس السوري أحمد الشرع في سعيه لإعادة بناء العلاقات مع المحيط العربي، حيث تنشط محاولات لإحباط هذا التقارب السياسي من داخل سوريا وخارجها عبر تحركات فكرية وسياسية تحمل أجندات مختلفة، منها تنظيم الإخوان المسلمين الذي يحاول فرض رؤى تتعارض مع توجهات الحكومة السورية الجديدة.

حملات الإخوان المسلمين الإعلامية وتأثيرها على تقارب سوريا مع دول الخليج

منذ تولي أحمد الشرع القيادة، شهدنا تصاعد حملات إعلامية ممنهجة تنطلق غالباً من وسائل إعلام مرتبطة بتنظيم الإخوان المسلمين، مصممة لتشويه صورة الحكومة السورية وتشتيت جهودها في تعزيز العلاقات مع دول الخليج العربي. تستغل هذه الحملات مؤسسات دينية كبرى في دمشق، على غرار الجامع الأموي، كمنصة لإثارة تحريض شعبي ضد هذا التقارب الجديد. ويرى الإعلامي السوري سمير متيني بأن تنظيم الإخوان يعتمد خطاباً تحريضياً يهدف إلى عرقلة تقدم العلاقات السورية مع الإمارات والسعودية، حيث تعمل شبكة إعلامية إلكترونية ضخمة جيدة التنظيم تحت مظلتهم لتدمير هذه المساعي.

السياسة التركية ودورها في تحجيم تقارب سوريا مع دول الخليج

تتجلى في هذه المرحلة حساسية الدور التركي، الذي يشكل عامل ضغط مركزي على مسار التقارب السوري الخليجي. يعتقد المراقبون أن أنقرة تستخدم دعم تنظيم الإخوان المسلمين كأداة استراتيجية للضغط على الحكومة السورية الجديدة، وتحاول تركيا عبر مؤسساتها الإعلامية تشويه أي محاولات لسوريا لتوثيق علاقاتها مع الدول العربية، خصوصاً في ظل اتجاه دمشق للحد من تأثير الأتراك. إضافة إلى ذلك، تعتبر تركيا دعم الإخوان وسيلة لتعزيز قبضتها في المناطق السورية التي تتميز بالتنوع الثقافي والعرقي، سعياً لزيادة نفوذها في المشهد السوري.

تأثير الوضع الكردي على تقارب سوريا مع دول الخليج والضغوط الإقليمية

تُعد القضية الكردية في سوريا نقطة حاسمة تضاف إلى التعقيدات التي تواجه الحكومة السورية في مسألة تقاربها مع دول الخليج، فضلاً عن التعقيدات الداخلية التي تمزق وحدة الصف الوطني. تواجه دمشق معارضة شرسة من جهات تحاول استغلال الملف الكردي في إدخال المزيد من الإرباك، حيث يعتبر سمير متيني أن الهجمة الإعلامية ضد تقارب الحكومة مع الأكراد جزء من استراتيجية تركية لرفض المشهد السوري متعدد الهويات. تلك المحاولات لتعميق التشرذم الداخلي تشكل تهديداً مباشراً للمشروع الوطني الذي يحاول الشرع ترسيخه، ما يزيد من صعوبة المضي قدماً في تقوية العلاقات الخليجية.

تعزيز الإعلام الرسمي لمواجهة التشويش على تقارب سوريا مع دول الخليج

في مواجهة الحملات الإعلامية المضادة، يدعو العديد من الخبراء والمراقبين إلى ضرورة تقوية الإعلام الرسمي السوري، والذي يبقى خط الدفاع الأول لمواجهة الشائعات التي تستهدف تقويض الاستقرار السياسي. ويؤكد الكاتب السوري عبد الكريم العمر على أهمية وجود ناطق رسمي يمثل الحكومة بوضوح ويساهم في توضيح المواقف الوطنية بكفاءة، ويكافح التضليل الإعلامي. تتضمن خطوات تعزيز الإعلام الرسمي ما يلي:

  • تطوير القدرات الرقمية والتفاعلية لمنصات الإعلام الحكومية.
  • تنظيم ورش عمل تدريبية لتعزيز مهارات الإعلاميين السوريين في مواجهة الحملات المضادة.
  • إنشاء ناطق رسمي موحد يقدم بيانات دقيقة ومتسقة.
  • تنسيق الجهود الإعلامية مع الجهات الرسمية لتحقيق توحيد الرسائل.

تحديات معقدة تواجه تقارب سوريا مع دول الخليج في ظل ضغوط فكرية وإقليمية

يمتد الصراع السياسي في سوريا الجديدة إلى ما هو أبعد من الأبعاد الاقتصادية والعسكرية، حيث تتصارع رؤى إيديولوجية متنوعة حول هوية النظام ومستقبل الدولة. بينما تواصل الحكومة السورية جهودها لاستعادة دورها في المحيط العربي، تُواجه ضغوطات متزايدة من تنظيمات إيديولوجية وأطراف إقليمية تتدخل لصبغ السياسة السورية بمصالحها الخاصة. كل ذلك يجعل تقارب سوريا مع دول الخليج عملية معقدة تتطلب موازنة دقيقة بين التحديات الداخلية والخارجية، مع السعي لتثبيت مشروع وطني شامل يتقبل التنوع ويرفض التفرقة السياسية.