روما تواجه تهديدات في مفاوضات نووية.. هل تستطيع تجنب المواجهة؟

اتفاق نووي بين إيران والولايات المتحدة في روما يتصدر المشهد السياسي، حيث تتصاعد التوترات والتهديدات في ظل استعدادات الجولة الثانية من المحادثات التي تقام في العاصمة الإيطالية. وسط هذه الأجواء المشحونة، تبرز خيارات محدودة بين التوصل إلى اتفاق نووي جديد أو الدخول في مواجهة عسكرية محتملة، مع تبادل رسائل سياسية وعسكرية توحي بأن الأزمة قد تؤول إلى تصعيد خطير يُهدد استقرار المنطقة.

تصاعد التوترات قبل جلسات الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة في روما

مع اقتراب انطلاق الجولة الثانية من مفاوضات الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة في روما، يزداد الجو محمومًا ومشحونًا بالمواقف المتشددة؛ حيث لا تتوقف التحذيرات المتبادلة بين الطرفين، والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لا يخفي موقفه الصارم، مؤكدًا أن الخيارات المتاحة أمام إيران محدودة للغاية: إما إبرام اتفاق نووي جديد، أو مواجهة عسكرية وشيكة، مع إيماءاته المحتملة إلى تدخل إسرائيلي إذا باءت المفاوضات بالفشل، وهو ما يُعد تصعيدًا ضغطيًا تكتيكيًا موجهًا إلى القيادة الإيرانية لممارسة المزيد من الضغوط في كواليس المفاوضات.

نشاط دبلوماسي مكثف وسط احتدام محادثات الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة في روما

لم تقف طهران عند حدود الحوار الرسمي في روما، بل أطلقت شبكة تحركات دبلوماسية واسعة في محاولة لاحتواء الأزمة المشتعلة، إذ شهدت الأيام الأخيرة نشاطًا مكثفًا شمل زيارات رفيعة المستوى، مثل زيارة وزير الدفاع السعودي لطهران حاملًا رسالة من الملك سلمان إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، ومحادثات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مع مسؤولين روس، حيث سلّم رسالة من خامنئي إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ بالإضافة إلى زيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران، ما يعكس عمق التوتر وضرورة تضافر الجهود الدبلوماسية لمنع تفجر النزاع.

تباينات التصريحات وتباعد المطالب يقوض فرص الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة في روما

على الرغم من وصف الجولة الأولى في عمان بأنها كانت خطوة إيجابية، إلا أن الاختلافات الحادة في المواقف ظلت العائق الأكبر نحو تحقيق اختراق جوهري؛ إذ تفاوتت التصريحات بين الطرفين، حيث شدد المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف في البداية على ضرورة إنهاء كامل للبرنامج النووي الإيراني، لكن سرعان ما عدّل موقفه بالسماح لطهران بتخصيب اليورانيوم حتى 3.67%، في حين رفض وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي التعاطي مع أي تعديل على مسألة التخصيب، معتبراً مواقف واشنطن متقلبة ومفتقرة إلى مصداقية واضحة تعرقل تقدم المفاوضات.

تحديات داخلية وخارجية تعيق مرونة الأطراف في الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة في روما

تشكل الظروف الاقتصادية المتدهورة في إيران عامل ضغط داخلي يدفع النظام للبحث عن انفراجة من خلال المفاوضات؛ حيث شهد الريال الإيراني بعض التحسّن بعد الجولة الأولى، مما ألهب آمال الشارع في إمكانية تحقيق خفض للعقوبات، لكن في المقابل، لا تزال طهران ترفض المفاوضات المباشرة علنًا، بينما تطالب واشنطن بمزيد من الشفافية، ما يخلق حالة من الريبة حول مدى صدقية الطرفين في استكمال الحوار بنجاح، وسط sensitivities داخلية وخارجية تقف حائلًا دون التوصل إلى اتفاق نووي مستدام.

دور روما المحوري بين الدبلوماسية وخطر الحرب في الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة

تشكل العاصمة الإيطالية روما نقطة مصيرية قد تسهم في إنقاذ مفاوضات الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة، لكن الصراع النفسي على إظهار القوة من كلا الجانبين يهدد بعرقلة الجهود الدبلوماسية وتدهور الأمور إلى مواجهة عسكرية، وهو ما لا يخدم أطراف الأزمة ولا استقرار المنطقة بأسرها، وسط احتمال أن يؤدي التصعيد إلى تداعيات أمنية وسياسية خطيرة على النطاق الإقليمي، وتذكر هنا بعض عناصر النجاح التي قد تعزز فرص التوصل لاتفاق نووي:

• الالتزام بالشفافية وتبادل المعلومات دون تحفظات
• تبني مواقف مرنة بشأن برنامج إيران النووي دون التخلي الكامل عن المصالح الوطنية
• تعزيز القنوات الدبلوماسية المفتوحة وعدم استبعاد الحوار المباشر