الولايات المتحدة تعلن تحوّل موقفها تجاه الملف اليمني وتأثيره على مستقبل الأزمة

اليمن في النظرة الأمريكية والسياسية السعودية يشكل ملفًا محوريًا يتم التعامل معه من منظور أمني يعكس أهمية العلاقة مع المملكة، وتتركز أهمية اليمن لدى صانعي القرار الأمريكي على مكافحة الإرهاب، حيث كان الحوثيون يشنّون هجماتهم على البيضاء تحت غطاء من طائرات الدرونز الأمريكية، مقدمين أنفسهم كشريك موثوق للأمريكيين لمحاربة ما يسمّونه الجماعات التكفيرية المدعومة من المحور الإيراني.

كيف نظرت الولايات المتحدة الأمريكية إلى الملف اليمني من المنظور السعودي

لطالما اعتبرت الولايات المتحدة الملف اليمني قضية تتعلق بالأمن القومي السعودي، ولذلك تم التنسيق بشأنه مع الرياض دون التواصل المباشر مع الأطراف اليمنية، وكانت نظرة واشنطن في بداية الصراع تتسم بالإعجاب الضمني بالحوثيين، معتبرة أن الأزمة اليمنية ملف سعودي بحت، خاصة مع استفادتها من التوترات المستمرة لصفقات شراء السلاح مع دول الخليج، ما انعكس إيجابًا على مصالحها الاقتصادية والسياسية. لكن هذه النظرة بدأت تتغير مع ازدياد تهديدات الحوثيين التي استهدفت خطوط الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وهو ما دفع الولايات المتحدة لإعادة النظر في استراتيجيتها تجاه اليمن عبر استهداف القدرات العسكرية الحوثية، وتركيز الضربات على مراكز القيادة والاتصال ومخازن الأسلحة لديهم.

أهمية محافظة الحديدة في السياسات الأمريكية حول الملف اليمني والبحر الأحمر

تركزت النظرة الدولية على محافظة الحديدة بوصفها نقطة استراتيجية حيوية على البحر الأحمر، إذ تمثل مفتاحًا لتحكم ممرات الملاحة الدولية الهامة، وتجنبًا لتكاليف وتبعات مواجهة عسكرية مباشرة، لم تتخذ واشنطن قرار التدخل المباشر لكن مع تغيّر مواقفها، لم تعد تمانع كما في اتفاق ستوكهولم الذي أوقف معركة تحرير الحديدة عام 2018. تشكل قوات “طارق صالح” وقوات “العمالقة” الطرف الأكثر جاهزية لتنفيذ مهام تحرير الحديدة، فيما تظل التحركات الدولية حصرًا ضمن إطار هذه المنطقة، حيث تعتمد أي خطوة لتوسيع العمليات على موافقة السعودية التي لم تبدِ حماسًا كبيرًا لهذا الخيار حتى الآن، بسبب عدم ثقتها في جدية الخطوات الأمريكية وارتباط موقفها باتجاه الحل السياسي للأزمة.

الدور السعودي والتغيرات في الموقف الأمريكي تجاه اليمن وأثرها على الأمن الإقليمي

إن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط تقوم على ثلاث ركائز رئيسية: حماية أمن إسرائيل، حماية خطوط الملاحة البحرية، وحماية مراكز إنتاج النفط والغاز، وكلها ركائز تمسها التهديدات الحوثية في اليمن بشكل مباشر، خاصة في البحر الأحمر. هذا التحول في النظرة الأمريكية تجاه اليمن يعكس تزايد المخاطر التي يؤثر فيها الملف اليمني على الأمن الإقليمي والدولي، بينما تبقى المملكة العربية السعودية تتحكم في مسار الأحداث بما يتناسب مع مصالحها، فهي لم تُبدِ استعدادها لمواجهة عسكرية واسعة إلا من خلال خيارات سياسية. وبذلك، تستمر إدارة الأزمة اليمنية في دائرة التوازن بين التحركات العسكرية المحدودة في مناطق استراتيجية محددة، والمراهنة على الحلول السياسية التي تتطلب توافقًا دوليًا وإقليميًا.

  • التنسيق الأمريكي السعودي في الملف اليمني
  • أهمية الحديدة للسيطرة على الملاحة البحرية
  • تغير الموقف الأمريكي واستراتيجيات التعامل مع الحوثيين
  • دور قوات “طارق صالح” و”العمالقة” في المعركة القادمة
  • حذر السعودية من تحرك عسكري شامل دون ضمانات سياسية