مليشيا الحوثي تعلن استمرار محاكمة ناشط بسبب منشورات فيسبوك وتأثيرها على حرية التعبير

ناشط حقوقي يواجه محاكمة حوثية في إب بسبب انتقاد فساد قيادي في مليشيا الحوثي عبر فيسبوك وسط تصاعد حملات التضييق على الناشطين والإعلاميين في المحافظة

واصلت محكمة الحوثيين بمحافظة إب محاكمة الناشط الحقوقي مرسل الشبيبي على خلفية منشورات نشرها على صفحته الشخصية في منصة فيسبوك تتناول فساد أحد قيادات مليشيا الحوثي، وهو مدير مكتب الأشغال القيادي إبراهيم الشامي، حيث مثل الشبيبي في جلسة المحاكمة الخامسة أمام محكمة الأموال العامة التابعة للمليشيا، وقد تم تأجيل البت في قضيته إلى العاشر من مايو المقبل، في ظل تصاعد حملات التضييق التي تستهدف ناشطي حقوق الإنسان والإعلاميين في المحافظة، والمتعلقة بكشف جرائم وانتهاكات مليشيا الحوثي.

تفاصيل محاكمة الناشط الحقوقي في إب بسبب انتقاد فساد قيادي حوثي عبر فيسبوك

يعد الملف القانوني الذي يواجهه الناشط الحقوقي مرسل الشبيبي نموذجاً لما تتعرض له الأصوات الحرة في محافظة إب وسط اليمن، حيث يأتي توقيفه ومحاكمته بسبب منشورات انتقد فيها الفساد الذي يمارسه القيادي الحوثي إبراهيم الشامي، مدير مكتب الأشغال بالمحافظة، وذلك عبر صفحته على فيسبوك التي يستخدمها لكشف الخروقات والتلاعب بالمخططات الشوارع في إب؛ ما أثار غضب المليشيا التي تتخذ من محكمة الأموال العامة منصة لملاحقة المعارضين، وقد أُجريت حتى الآن خمس جلسات، ولا تزال القضية معلقة بقرار المحكمة إلى ما بعد العاشر من مايو.

تصاعد حملات التضييق والاعتقالات بحق ناشطي حقوق الإنسان والإعلاميين في محافظة إب

اتسق تصعيد مليشيا الحوثي في محافظة إب خلال الأشهر الماضية مع شنها حملات ممنهجة للتضييق على كل من يحاول فضح جرائمها، لا سيما الناشطين والإعلاميين الذين يوثقون الانتهاكات وانعدام العدالة في المحافظة؛ وقد رصدت مصادر محلية قيام المليشيا بـ:

• اختطاف مجموعة من الناشطين والإعلاميين دون توجيه تهم رسمية
• قرارات سريعة بمقاضاة عدد من المعارضين في محاكمها غير المستقلة
• ترويع السكان ودفع الناشطين إلى الهروب أو التزام الصمت حفاظاً على حياتهم

هذه الإجراءات أثرت بشكل كبير على حرية التعبير وحرمت محافظة إب من صوت يتحدث عن حقوق الإنسان ويكشف الفساد، بينما تزدهر مليشيا الحوثي في فرض هيمنتها الأمنية والسياسية.

دور الناشطين في كشف فساد المليشيا وتأثير المحاكمات القسرية عليهم في إب

يشكل الناشطون الحقوقيون في محافظة إب خط الدفاع الأول لكشف الفساد المخابراتي والاقتصادي الذي يمارسه قادة مليشيا الحوثي، ومنها التلاعب بمخططات الشوارع التي تؤثر على سير الحياة اليومية للمواطنين؛ فالشبيبي وغيره من الناشطين الذين تم اعتقالهم أو تعرضوا لمحاكمات قسرية، لا يقتصر دورهم فقط على التوثيق، بل يساهمون في تحريك الرأي العام المحلي والدولي نحو حقيقة الأوضاع المأساوية التي تعيشها إب.

تهدف هذه المحاكمات التي تُمارسها السلطة الحوثية إلى إسكات الأصوات الحرة وزرع الخوف بين الناشطين، كما تؤثر سلباً على قدرة المجتمع المدني على مقاومة الفساد وحماية حقوق الإنسان في محافظة إب وسط اليمن، مما يعكس انهيار حالة الحريات الأساسية وتراجع مؤسسات العدالة.

تظل محاكمة الناشط الحقوقي مرسل الشبيبي في إب شاهداً حياً على كيفية سعي مليشيا الحوثي لتقييد الحريات عبر استخدام آليات قضائية صورية لاحتجاز المعارضين، في حين يتواصل التعتيم الإعلامي والممنهج لتعطيل أي محاولة لكشف الفساد أو انتهاكات حقوق الإنسان داخل المحافظة، وسط مخاوف متزايدة من تصاعد حملات القمع وعدم وضوح مصير كثير من المختطفين من الناشطين والإعلاميين.