“اليونسكو تُدرج ”النونية الكبرى” لأحمد بن ماجد في برنامج ذاكرة العالم وتأثيرها على التراث الثقافي”

النونية الكبرى للملاح العماني أحمد بن ماجد تُعد من أبرز المخطوطات التاريخية التي أدرجتها منظمة اليونيسكو ضمن برنامج ذاكرة العالم، حيث تم الاعتراف بأهميتها في حفظ التراث البحري العماني وتوثيق علوم الملاحة القديمة، مما يعكس الدور المحوري لهذا العمل في تاريخ البحر والتجارة الدولية القديمة.

برنامج ذاكرة العالم وأهمية إدراج المخطوطة العمانية النونية الكبرى

أسست منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو” عام 1992 برنامج ذاكرة العالم لحماية التراث الوثائقي من التآكل أو الفقدان بسبب عوامل طبيعية مثل الحرارة والرطوبة، أو بسبب السلب والسرقة والتجارة غير المشروعة، إضافة إلى الأوضاع الأمنية غير المستقرة؛ وهو ما ارتبط ارتباطًا وثيقًا بأهمية إدراج المخطوطة العمانية “النونية الكبرى” في هذا البرنامج، كأحد أركان التراث البحري العماني. يتنوع التراث المحفوظ في البرنامج ليشمل المخطوطات، الحجارة، المكتبات، المتاحف، الأرشيفات الوطنية، المواد السمعية والبصرية، الأفلام الفوتوغرافية، مما يؤكد شمولية الحماية المقدمة للتراث الإنساني. وتبرز “النونية الكبرى” كوثيقة بحرية بارزة توثق حركة السفن وطرق الشحن الدولية القديمة، الأمر الذي يعزز من قيمتها العلمية والتاريخية.

النونية الكبرى: إرث عُماني وإنساني في علوم الملاحة البحرية

تُعَدُّ المخطوطة العمانية “النونية الكبرى” إرثًا إنسانيًا فريدًا يتضمن وصفًا وافيًا للمجتمعات التي واجهها أحمد بن ماجد وطاقمه خلال رحلاتهم البحرية. لقد أضافت هذه المخطوطة بعدًا جديدًا للجغرافيا البحرية حيث وسعت تقسيم الأرض من 7 مناطق معروفة آنذاك في نصف الكرة الشمالي، إلى 14 منطقة تشمل الجنوب أيضًا. كما وثقت البيئة البحرية بكائناتها المتنوعة مثل الحيتان والثعابين البحرية والشعاب المرجانية، إلى جانب شرح مفصل لطرق إرساء السفن، ما جعلها مرجعًا هامًا للبحارة والباحثين في علوم البحار. ويعكس هذا المخطوط مستوى العلم والمعرفة التي بلغها الملاّح العماني خلال عصره.

الملاح العماني أحمد بن ماجد وإرثه البحري في برنامج ذاكرة العالم

وُلد الملاّح العُماني شهاب الدين أحمد بن ماجد عام 1421م على سواحل عمان، وتوفي في 1500م، حيث كان رأس الحد مركزًا لأعماله البحرية والمنطلق الرئيسي لرحلاته؛ وقد ساهم بشكل فعال في تطوير الإبرة المغناطيسية “البوصلة” التي ساعدت في تقنيات الملاحة البحرية. ترك بن ماجد إرثًا علميًّا هائلًا يتضمن أكثر من 40 مؤلفًا، من بينها “النونية الكبرى” التي توجد نسختها الأصلية لدى وزارة الثقافة والرياضة والشباب في سلطنة عمان. وفي عام 2017 تمكنت السلطنة من إدراج أول مخطوطة عمانية في برنامج ذاكرة العالم وهي “معدن الأسرار في علم البحار” للمؤلف البحار ناصر بن علي الخضوري، مما شكل نقطة انطلاق لإبراز التراث البحري العماني عالميًا. تزامنًا مع هذا، أعلنت اليونيسكو في عام 2021 إدراج الملاّح أحمد بن ماجد في برنامج الذكرى الخمسينية والمئوية الذي يحتفي بالأحداث التاريخية والشخصيات المؤثرة على الصعيد العالمي.

• تأسيس برنامج ذاكرة العالم عام 1992 لحماية التراث الوثائقي
• إدراج المخطوطة العمانية النونية الكبرى ضمن البرنامج
• توسيع التقسيم الجغرافي للمخاطر البحرية في المخطوطة
• توثيق المجتمع والبيئة البحرية في المخطوطة العمانية
• إرث الملاّح أحمد بن ماجد وتأثيره في تطوير الملاحة البحرية