الحوثيون يستغلون الأقمار الصناعية الصينية في هجماتهم البحرية.. تهديد جديد للأمن البحري الدولي

الأقمار الصناعية الصينية ودورها في تعزيز هجمات ميليشيا الحوثي على السفن في البحر الأحمر وباب المندب

كشفت معلومات حديثة أن الأقمار الصناعية الصينية لعبت دورًا رئيسيًا في تعزيز قدرات ميليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، لتنفيذ هجماتها العدائية ضد السفن التجارية والمدنية التي تمر في المياه الدولية للبحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، مما يزيد من المخاطر الأمنية على حركة التجارة العالمية.

دور الأقمار الصناعية الصينية في تعزيز هجمات ميليشيا الحوثي على السفن

أكد الخبير الأمني المهندس فهمي الباحث في مقابلة على قناة “الحدث” أن التعاون بين الشركات الصينية والحوثيين أرضية متينة تعود إلى سنوات، وهي جزء من شبكة علاقات شملت إيران والصين فيما يتعلق باستخدام التكنولوجيا الفضائية والأقمار الصناعية. أوضح الباحث أن الحوثيين، نظرًا لافتقارهم إلى القدرات التقنية المتقدمة، لجأوا إلى شركاء صينيين لتعزيز كفاءتهم القتالية عبر استغلال الأقمار الصناعية لأغراض متعددة، من بينها التجسس وجمع معلومات استعلامية دقيقة وتوجيه الملاحة البحرية وتحديد المواقع المستهدفة بدقة. هذا الاستخدام قلل من التكاليف اللوجستية ورفع من دقة هجمات الحوثيين باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة في استهداف السفن.

كما أوضح الباحث أن الأقمار الصناعية أتاحت للحوثيين إمكانية الوصول إلى معلومات فورية حول مواقع السفن وتحركاتها، مما أسهم بشكل واضح في تحسين نجاح عملياتهم العدائية، وجعل هجماتهم تبدو أكثر تطورًا ودقة.

الشركة الصينية “تشنغ ونغ” ودعمها التقني لميليشيا الحوثي

سلط الباحث الضوء على الشركة الصينية “تشنغ ونغ”، التي تأسست عام 2014، باعتبارها المزود التقني الأساسي للحوثيين في مجال الأقمار الصناعية. تتميز هذه الشركة بتاريخ دعم جماعات مسلحة، حيث قامت سابقًا بتزويد مجموعة “فاغنر” الروسية بقمرين صناعيين بقيمة بلغت 30 مليون دولار، مما يعكس دورها كذراع اقتصادي وتكنولوجي للصين في تحقيق مصالحها الجيوسياسية الخارجية.

يبرز الدعم الذي تقدمه “تشنغ ونغ” حجر الزاوية في استمرارية تعزيز الحوثيين لقدراتهم الهجومية على الصعيد البحري، إذ أن الشركة ليست مجرد مزود تقني بل حلقة رئيسية في الشبكة التي تربط بين الصين والحوثيين.

الأبعاد السياسية والاقتصادية للدعم الصيني وتأثيره المستقبلي

أفاد الباحث أن الدعم الصيني للحوثيين ليس تقنيًا فحسب؛ إنما يمتد ليشمل أهدافًا سياسية واقتصادية واضحة، تتمثل في تعزيز النفوذ الصيني في الشرق الأوسط، خاصة في البحر الأحمر الحيوي والذي يُعتبر ممرًا استراتيجيًا مهمًا للتجارة العالمية. من الجانب الاقتصادي، يسعى الدعم لضمان سلامة مرور السفن الصينية والمحافظة على مصالح بكين في المنطقة.

وفي ضوء رفض الصين لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2722 الذي أدان الهجمات الحوثية على السفن التجارية، يتبين التوجه السياسي الداعم للحوثيين من قبل بكين على المستوى الدولي، مما يعقد جهود المجتمع الدولي لمواجهة التهديدات المتصاعدة.

وحذر الباحث من أن توقف الدعم الصيني، لاسيما من شركة “تشنغ ونغ”، قد يؤدي إلى فقدان الحوثيين تقنية متقدمة تعزز قدراتهم في العمليات البحرية والحروب الداخلية، لكنه أشار إلى أن الحوثيين سيحاولون تعويض ذلك عبر جهة أخرى، غالبًا إيران، حتى وإن كانت التقنيات البديلة أقل تطورًا.

في سياق متصل، أوضح الباحث أن الادعاءات الأمريكية عن دعم الصين للحوثيين قد تكون جزءًا من الصراع الاقتصادي والسياسي بين واشنطن وبكين، ولكنه أكد أن مدى الدعم يشكل تهديدًا حقيقيًا للأمن الإقليمي والعالمي بسبب تكرار الهجمات الحوثية على السفن التجارية.

  • الأقمار الصناعية الصينية تزيد من دقة وكفاءة هجمات الحوثيين على السفن
  • شركة “تشنغ ونغ” تلعب دورًا تقنيًا واستراتيجيًا في دعم الحوثيين
  • الدعم الصيني يسعى لتعزيز النفوذ السياسي والاقتصادي في منطقة البحر الأحمر
  • التحذير من تواصل الدعم وتأثيراته على الأمن الإقليمي والعالمي

يبقى الواقع الأمني في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن يتسم بالحساسية والتوتر بسبب هذا التعاون الصيني الحوثي، ما يستدعي من المجتمع الدولي اتخاذ مواقف حازمة للحد من توسع هذه الشراكة التي قد تؤدي إلى أزمات إنسانية واقتصادية خطيرة لا يمكن السيطرة عليها بسهولة.

البند التفاصيل
الشركة الداعمة تشنغ ونغ الصينية
مجال الدعم تكنولوجيا الأقمار الصناعية
المستفيد الرئيسي ميليشيا الحوثي
الأهداف تعزيز الهجمات البحرية، تعزيز النفوذ السياسي والاقتصادي للصين
الرد الدولي إدانة مجلس الأمن وتباين مواقف الدول، وخاصة اعتراض الصين